من أهم النحاتين السوريين .. “منذر كم نقش” رحل عن دنيانا بهدوء كعادته
رحل الفنان التشكيلي “منذر كم نقش” عن دنيانا، كما قضى جُلَّ حياته، بهدوء، وذلك في مشفى بجنيف، حيث ذهب مؤخراً لإجراء بعض الفحوصات الطبية، بعد هُزالٍ أصابه خسر فيه الكثير من وزنه.
يعتبر النَّحات “كم نقش” من أهم النحاتين السوريين، وواحداً من رواد الفن التشكيلي الذين يتميزون بفهمهم الفني الخاص، ورؤيتهم الثقافية العميقة، فهو من المؤمنين أن الفن لا يكتمل من دون وعي شامل بالحياة، وفلسفة الكون، والاقتران بجماليات الطبيعة، وتثوير الفكر.
وظل الرائد التشكيلي مُتيقِّناً بأن العمل الفني حتى يكون نقياً يجب البدء فيه من الذاكرة الأولى، ومن الطفولة الأكثر طهراً، ومن الحلم بجميع كائناته التي تشبه الغيم، ثم تأتي الأشياء الثانية كاستعارات واعية حيناً، وغير واعية في أحيان أخرى، ومن دون ذلك لا يتحقق التوازن والتكامل الفني.
وآمن الفنان “منذر كم نقش” منذ بداياته بأن كل أعماله الفنية ما هي إلا بحث عن توازنه الداخلي، الذي تجسَّد في معارضه المختلفة داخل سوريا وخارجها، فهو القائل: “كنتُ قاسياً على نفسي حتى أصل إلى قناعة معينة تتناسب مع طموحاتي الفكرية.. أحب أن أقدم الأشياء بصدق، وهذا ليس سهلاً البتّة”.
رحل الفنان “منذر” بعيداً عن دمشق التي لم يتخلَّ عنها طيلة سنوات الحرب، رغم الدَّمار الذي أصاب مشغلَه، إذ واصل عمله النَّحتي ورسم لوحاته بكائناتها الفريدة في ورشات المركز الوطني للفنون البصرية، حيث قدَّم منذ أشهر قليلة معرضاً استعادياً ضمّ جميع مراحل تجربته الفنية.
نعاه الفنان غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية بالقول: “غادرنا يوم الأربعاء الساعة الخامسة إلا ربع الفنان النحات المثقف الشفاف منذر كم نقش.. العزاء لعائلته الكريمة ولكل محبيه، كما للمركز الوطني للفنون البصرية- جامعة دمشق، حيث كان فاعلاً فيه، كعضو مجلس إدارة، ومشرفاً على ورشات الفنانين الشباب.. سنفتقدك يا منذر”.
الأستاذة في كلية الفنون الجميلة سامية شقير قالت: “كم سنفتقد لفنه ونُبْلِ خصاله في زمننا، وكم سنفتقده إنساناً بهذه القيمة وذاك الحضور.. كم سنفتقد كل ما حمله من محبة وفن وثقافة ورقي.. الله يرحمه”.
يذكر أن الفنان “منذر كم نقش” من مواليد دمشق عام 1935، تخرج من كلية الفنون الجميلة- قسم النحت سنة 1976، ثم انتقل إلى باريس حيث أكمل دراسته هناك وحصل منها في على الدبلوم العالي للفن، ليعين عام 1990 معيداً في دمشق يركز في تدريسه على الحوار مع طلابه، ثم تفرغ لعمله الفني حتى وفاته.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر