ثقافة وفن

“شوكولا” علاء زريفة.. عندما تتحول الحرب إلى شعرٍ وأحلام يقظة

يسعى الشاعر “علاء زريفة” في كتابه الشعري “شوكولا” الصادر حديثاً عن “دار دلمون الجديدة” لمواجهة الحرب بتطويع مفرداتها لتُصبح قصائد مُتفرِّدة، أقرب إلى أحلام يقظة، ضمن محاولة لمداورة الواقع وآلامه اليومية.

يقول “زريفة” في تصريح لتلفزيون الخبر: سعيت لأن تكون قصائدي خارجة عن المألوف مثل عنوان “شوكولا” الذي كان عتبة لطعم اللذة بشكلها الحر والفردي، المعبر عن ذات حالمة بواقع مغاير بعيداً عن أصوات المدافع وأزير الرصاص، وقذائف الهاون ومفخخات الهوية التقسيمية المتشظية في بلد لا زالت آلة الحرب تدمره بكل همجيتها وقصديَّتِها.

ويضيف: صارت الحرب في شوكولا أدباً وأحلام يقظة، وصار الإنسان ينشد وعيه الخاص خارج هذا الصراع الدموي الرهيب، ولزاماً لذلك سيصير الحب جزءاً من مخلفات الحرب، لكنه في الوقت ذاته عودة لوجه متعب محقون بالقهر في سعيٍ نحو وطن ربما يُبعَثُ يوماً.

شوكولا يُحاور أيضاً، بحسب زريفة، الأنثى الفكرة التي كانت واقعاً مؤلماً وعاشقةً لا تزال بانتظار الخروج حيةً من موت بطيء، بحيث يُعتبر هذا الموت بصيغته العاشقة ثورياً لأنه يمثل طموح الفرد بمواطنته الحقّة، في زمن بتنا فيه بحاجة للموت لنؤكد ذواتنا كمواطنين، فمن خلال “اختفائه في الموت يولد المواطن كحرية” كما يقول المفكر الفرنسي بلانشو.

“من يُهدِّئ من روعِ الكلمة؟.. من يفتحُ للسوسنة قبالة السياجِ.. أبواب اليقين.
من يملك أناي.. هنيهةً.. لتخلص المعادلة إلى صفرها.. ويتضح نشوئيأمام طغيان السراب..
من يبني مجد هذه الشجرة؟”

“كن صديقَ كلماتِكَ، ربَّما عبرتَ الصحراء إلى آخر الرَّملِ،
ولم تقرأ نفسك جيداً.
البدائيُّ أصلُ الواقعي.. الجماليُّ أخو الأزليّ..
وأنا وجه الطبيعة”.

يبني الشاعر “علاء زريفة” مشهديته على مدماك المجاز، وكثيراً ما يُداور الطبيعة شعرياً، كما يلجأ إلى الأسطورة وحكايات زمان… عن ذلك يقول لتلفزيون الخبر: المجاز هو حجر أساس القصيدة، وقد تحرك مفاعيلها مؤثرات سابقة أسطورية ومعرفية، لكنها يجب أن تنظر أولاً إلى الحاجات، لأن القصيدة استجابة معرفية لحالة عصية على التفسير، ممزوجة بشعور مكثف في الأنا الشعرية.

ويضيف: يمكن للشاعر اليوم أن يكون مهرجاً في غابة، أو أن يقدم تلك الحكمة المالحة الصارخة دون أن يكون أفلاطونياً فيحاكي المُحاكى، ويقدم صورة عن العالم المثالي، فإذا كانت الفلسفة أول خلية في العقل، فالشعر هو خليّة في القلب، وهو تعريف ما ننساه.

يوضح الشاعر “زريفة”: لكنّنا لا ننسى حين نغرق في الأشياء، إنّها فكرة الغمر، التحسّس الكلّيّ، التشبّع من الملامسة، ما يشعل الحريق في الحواسّ. أيّ فكرة تجعل منك تكويناً جديداً؟ ذلك هو الشعر بأبهى تجلياته.

بديع صنيج- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى