21 حزيران يوم الموسيقى العالمي .. ماحكاية هذا اليوم .. وماحال الموسيقى العربية ؟
بدأ الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي للمرة الأولى في عام 1982 في فرنسا تزامناً مع يوم التحول الصيفي، حيث انتقل بعدها إلى كل دول العالم ليغدو حدثاً يتسابق فيه الموسيقيين والملحنيين للاحتفال بلغة الشعوب (الموسيقى).
ويعتبر هذا اليوم احتفالاً كبيراً مفتوحاً أمام عشاق الموسيقى والفنانين الهاوين والمحترفين الذين يمزجون كل الألوان الموسيقية ويخاطبون كل الجماهير لتقديم أعمالهم، من خلال إقامة فعاليات موسيقية مختلفة.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم في عدة دول من العالم، كما يعد يوماً وطنياً في دول منها “إيطاليا واليونان”، وتنظم أثناءه حفلات للهواة والمحترفين في الأماكن المختلفة ما بين السجون والمستشفيات والشوارع، ويسمح للجميع عزف الموسيقى دون مقابل.
وكان صاحب فكرة هذا الاحتفال، الفرنسي “جاك لانج” حين كان وزيراً الثقافة، وموريس فلوري، مدير الموسيقى والرقص، حينها.
أما عن الموسيقى العربية، فقد عرف العرب الموسيقى منذ العصر الجاهلي، وتميزت الموسيقى حيث أثرت البيئة العربية بتطورها، وكان أكثر بروزها في الشعر العربي الذي تميز بأوزانه على البحور المختلفة وإيقاعه بفعل القافية الموحدة للقصيدة، (علم العروض).
وحقق العرب في تاريخهم إنجازات واسعة في مجال صناعة الآلات الموسيقية وتقنيتها، حيث يبرز اسم الموسيقي “زرياب” في واجهة الموسيقيين العرب، بعد أن حسّن آلة العود التي ترتكز عليها الموسيقى الشرقية، وذلك من خلال إضافة وتر خامس إلى أوتار العود واخترع مضرابه من ريش النسر بعد أن كان من الخشب.
وبرع “زرياب” في تجديد الموسيقى العربية من وحي البيئة الأندلسية وما تميزت به من الرفاهية، فأدخل “الموشحات” التي تختلف عن الشعر العربي العمودي، لتضيف عنصر الفرادة على الموسيقى العربية، وذلك بعد أن أقام أول مدرسة موسيقية.
وفي القرن الماضي، اشتهر العديد من الفنانين العرب في العزف على آلة العود أشهرهم الموسيقار محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وسيّد مكاوي ومارسيل خليفة، وصاحبت العود آلات موسيقية أخرى كالربابة وآلات الإيقاع كالطبلة والدف وآلات النفخ كالمزمار والناي.
وترتبط “الأغنية” بالموسيقى خاصة ارتباطاً وثيقاً خاصة في المنطقة العربية، حيث تقسمان إلى قسمين، الموسيقى والأغنية الشعبية والموسيقى الفنية التي تتطور عن طريق الصنعة والتخصص وقد يتداخل القسمان بعضهما في بعض.
ولايمكن إغفال التطور الذي مرت به الموسيقى والأغاني العربية التي تميزت بالصنعة والتقنية والتي تأثرت بموسيقى الشعوب الأخرى، ويمكن القول ان أفضل هذه الموسيقى ما تم إنتاجه في العالم العربي خلال القرن العشرين.
ويأتي ذلك بفضل نخبة من الفنانين الرواد الذين أسسوا لهذه النهضة الموسيقية، ومن أبرزهم الشيخ سيد درويش محمد القصبجي زكريا احمد، رياض السنباطي ونجم الموسيقى العربية الحديثة محمد عبد الوهاب.
أما أهم المطربين والمطربات الذين تركوا بصمة خاصة على مجمل الموسيقى والغناء العربي فمنهم السيدة “فيروز”، أم كلثوم، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، ليلى مراد، وردة الجزائرية وغيرهم.
أما اليوم، فيمكن القول: إن انتشار الإنترنت السريع والمنصات الرقمية وتقنيات مشاركة الملفات أدى إلى الإقلال من قيمة الموسيقى العربية، حيث انتشرت أغانٍ مختلفة عن السائد، سواء من حيث الآلات والإيقاعات والأصوات.
فتكفي نظرة واحدة على أحد المواقع الرائجة لسماع العديد من المغنين الذين تمكنوا من الأداءات الموسيقية على اختلاف جودتها أو رداءتها دون اللجوء إلى مرجعية اختصاصية.
تلفزيون الخبر