“الناسك”.. شغف موسيقي “فلسطيني سوري” يخلق نمطاً جديداً بانطباعات روحانية
رافقه حلمه المتعثر تسع سنوات ولم يمت، شغف الموسيقى لديه قاده إلى من يشاركه رؤاه ليصبح حقيقة واقعة رغم غرابة النمط “الهجين” كما أسماه، استطاع الشاب الفلسطيني محمد بلال اللحام استئناف مشروعه الموسيقي “الناسك” مع عدد من الموسيقيين الشباب السوريين، بإمكانيات بسيطة.
ومنذ عدة أيام، أصدر الناسك أولى أغانيه التي جمعت عدة أنماط موسيقية لتكون جسراً لمحبي مختلف الأنواع الغربية بأنامل سورية وصوت سوري، آملاً أن تكون بداية جديدة بعد صعوبات وخيبات سابقة.
وعن المشروع، تحدث “محمد بلال اللحام” لتلفزيون الخبر، بلهجة المؤمن بحلمه، قائلاً: ” هذه الأغنية هي البداية في مشروع عمره تسع سنوات، تعثر عدة مرات لأسباب مختلفة أعادتني إلى الصفر، لكن ومنذ بداية العام قررت أن حلمي يستحق أن أكمله، خاصة أن شغفي لم يخفت طيلة هذه المدة”.
وتابع محمد “الشيء المختلف هذه المرة كان اعتمادي على فريق سوري بالكامل، مكون من مجموعة من الشباب الموهوبين، هم عازف الغيتار أيوب أيوب، ومغنية من السويداء اسمها “هناي”، والتي عرفتها كمعجب ومتابع لأغانيها، ثم التقينا وقررنا إنشاء الفرقة”.
وأردف اللحام “عن طريق هناي تعرفت إلى عازف درامز يدعى “فارس دهان”، من أفضل طلاب المعهد العالي للموسيقى، عمره 19 عاماً، ومؤخراً انضمت إلينا شابة من أفضل عازفي البيانو في سوريا هي بانا سلمان”.
وأضاف محمد “وبهذه الفرقة الصغيرة الجميلة، بدأنا الرحلة مجدداً، بأغنية من كلماتي وتلحيني، كان من المقرر أن تصدر باللغة العربية، وبسبب ظرف طارئ لم نتمكن من تسجيلها إلا باللغة الإنكليزية”.
وعن التصوير الغريب للأغنية أوضح محمد أن “شاباً سورياً أيضاً، يقطن في ألمانيا هو “إيليا ديوب” قام بالتصوير بعد أن نقلت إليه رؤيتي الخاصة ليترجمها بطريقته الفنية، وهو موسيقي ومصور محترف”.
وبيّن محمد أن “رسالته رفض الأنماط الموسيقية السائدة والرديئة بمجملها”، واصفاً النمط الذي اعتمده بـ “الهجين”، حيث “يجمع الروك والجاز والبروغراسيف روك والأمبينت والشوغييز، ونوع من الموسيقى المحيطية التي تعطي انطباعات روحانية وغريبة”.
وأشار إلى أن “الفرقة ستقوم عما قريب، بإنجاز ألبوم كامل يحمل اسم “لافندر”، والجديد أن كل أغنية ستكون جزءاً من قصة يرويها الألبوم، بالتصوير والكلمات والألحان، وهذا الأمر غير موجود بالفرق الموسيقية العربية عموماً، والتي تعتمد معظمها على الإصدارات المنفردة”.
وأكمل محمد “أحاول من خلال موسيقاي أن أجعل المستمع بطل الحكاية التي يحكيها الألبوم، والذي ستكون أغانيه باللغة العربية كلها”.
وجد محمد في المجتمع السوري تعاوناً وترحيباً، بالنسبة لباقي الدول العربية، وهو الذي يعيش متنقلاً بين الأردن والسعودية وسوريا، “حيث يعاني الموسيقيون في الأردن من عقدة الأنا، الأمر الذي يجعل التعامل معهم صعباً”، حسب تعبيره.
وعن جمهور هذا النوع من الموسيقى في سوريا، قال الشاب توفيق لتلفزيون الخبر: إن “هذا النمط من الموسيقى يريحه، ويتوافق مع تفاصيل حياته بطريقة ما، وكموسيقي معجب جداً بالعمل رغم ضعف الإمكانيات ونقص الدعم لهذا النوع في سوريا”.
وأضاف “أعتقد أنه يجب دعم هذه المشاريع السورية التي تنطلق من بيئة محلية بظروف صعبة، وتتمكن من ترك أثر، حيث أن قاعدة جمهورها والمسمى “underground” ، تتسع وتزداد خاصة بعد الحرب”.
يذكر أن “الناسك” سيقوم بجولة موسيقية في مدينتي اللاذقية وطرطوس في الأيام القادمة، بعد أن لقيت الأغنية التي أصدرها نجاحاً وصفه اللحام “بالجيد والمشجع كبداية”، وسيتم تحديد أماكن العرض لاحقاً.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر