دائرة آثار طرطوس توضح حقيقة الترميمات في برج صافيتا الأثري
أوضحت دائرة آثار طرطوس في بيان نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة السورية على “فيسبوك”، حقيقة الترميمات التي تجري في برج صافيتا الأثري.
وجاء في البيان أنه “بعد ماتم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي حول التشويه المزعوم في ترميم بوابة القصر في مدينة صافيتا فإننا نحيطكم علما بأنه تم التواصل مباشرة
مع رئيس شعبة آثار صافيتا لبيان الواقع المنفذ من أعمال في الموقع بالسرعة الكلية”.
وتابع البيان “وقد أعلمنا بأن كافة الأعمال المنفذة مطابقة لدفتر الشروط والمواصفات الفنية للدراسة، وبإشراف جهاز الإشراف المكلف من قبل الدائرة وشعبة آثار صافيتا”.
وأردف البيان “وأن الحجارة المستخدمة في الأعمال تبرع فيها أحد سكان مدينة صافيتا لصالح المشروع، وذلك لأنه تعذر على شعبة آثار صافيتا العثور على الحجارة المناسبة في الموقع المجاور لمكان الترميم والتدعيم”.
وأوضح البيان أن “هناك مراسلات بهذا الخصوص ، حيث ورد في البند الأول من الكشف التقديري (تركيب حجر كلسي مقدم من الإدارة لحماية الحشوة للقوس……) بكمية (25م2)”.
وأضاف “مع العلم أن الدراسة معدة من قبل شعبة آثار صافيتا ودائرة آثار طرطوس بعنوان: الكشف التقديري للترميم الجزئي لزوم معالجة حالة الخطر الراهنة لبوابة القصر في قلعة صافيتا “.
مشيرا إلى أن “هذه الدراسة مصادق عليها من قبل لجنة الحماية لمدينة صافيتا القديمة، وبتمويل من قبل الموازنة المستقلة لمجلس المحافظة لصالح مجلس مدينة صافيتا بقيمة الكشف التقديري (705600ل.س) فقط لاغير”.
ونوه البيان إلى أن “هذه الدراسة تم إعدادها من قبل شعبة آثار صافيتا (مهندسين وآثاريين مختصين)، بالتنسيق مع رئيس الشعبة، وذلك بعد دراسة دقيقة (تاريخية وأثرية ومعمارية)”.
وأكمل البيان “وتم التوصل إلى هذا الحل من الترميم والتدعيم الجزئي، لحماية هذا الجزء من الواجهة المهدد بالانهيار، وحفاظاً على المعلم الأثري إنشائياً و تحقيق السلامة العامة للزوار والمارة”.
وأكد البيان إن “الأعمال المنفذة لم تتضمن نهائياً هدم أي جدار من الواجهة، ولم يتم فك أي جزء منها، وإنما تم الحفاظ عليها كما كانت مع استكمال بناء الحجر بسماكة قريبة لسماكة الحجر المجاور لمكان التنفيذ والمرمم سابقاً بنفس الأسلوب منذ حوالي الثمانين عاما”.
وكانت انتشرت صورة تظهر البدء بأعمال ترميم في واجهة البرج الأثري، صباح الأحد 16 حزيران، وأثارت غضب المتابعين الذين رأوا فيها تشويها متعمدا للبرج.
حيث قال ناشطون ومهتمون بأن الحجارة المستخدمة في عمليات الترميم هي حجارة حديثة غير متناسبة مع حجارة البرج الأثرية، وطالبوا مجلس مدينة صافيتا بوقف عملية الترميم بشكل فوري.
وأطلق ناشطون حملة باسم “معا لوقف الترميم والتشويه المتعمد في برج صافيتا الأثري”، لقيت تفاعلا كبيرا من السوريين، وفي وقت لاحق نشر القائمون على الحملة بأن مجلس مدينة صافيتا استجاب للحملة وأوقف عمليات الترميم بشكل مؤقت.
وتذكر مواقع تاريخية أن البرج كان محطة وموقعا دفاعيا لحامية فينيقية في دولة أرواد، ويمكن رؤية قلعة الحصن وقلعة العريمة وقلعة طرابلس وبرج ميعار وقلعة يحمور وقلعة أم الحوش وقلعة العليقة وقلعة صلاح الدين بالعين المجردة من هذا البرج .
مما يدل أنه كان ذو موقع عسكري استراتيجي هام، حيث أنه كان قديما يشكل شبكة اتصال من تلك القلاع بالنيران ليلا والدخان نهارا.
وشيدت جدران البرج من قطع حجرية مربعة رائعة تظهر فيها آثار مميزة للإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول في عام1170 م، والزلزال الثاني عام 1202 م، الذي إنهار خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية للبرج.
ويتألف البرج المحصن من أربعة أقسام وهي الأساس الفينيقي وهو مغمور تقريبا، والطابق الأرضي وهو عبارة عن أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب، وفيها خزان ماء محفور في الصخر تم ردمه عندما بدا السكان ببناء مساكنهم.
والطابق الأول للبرج يتألف من كنيسة تمارس الطقوس الدينية فيها حاليا، والطابق الثاني يدعى بالقاعة الكبرى فوق الكنيسة للبرج المحصن وهو عبارة عن صالة مفتوحة وفيها نوافذ ومرامي السهام عميقة كانت تؤمن الدفاع عن البرج.
يشار إلى أن البرج يعد موقعا أثريا ومعلما سياحيا هاما في محافظة طرطوس، وشهد عمليات ترميم سابقة لأجزاء منه .
تلفزيون الخبر