ضمن عرض طلاب السنة الثالثة .. ”فايز قزق” يوحد كيمياء ثمانية نصوص عالمية
استطاع الفنان “فايز قزق” أن يوحد كيمياء ثمانية نصوص عالمية مختلفة الأمزجة ضمن عرض طلاب السنة الثالثة قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، بحيث بدت المشاهد المُختارة من تلك المسرحيات متماسكة من دون أي إحساس بانفصالها عن بعضها رغم اختلاف مناخاتها وأزمنتها وجغرافيتها.
النصوص هي: “الأقوى”، “الآنسة جوليا”، و”الغرماء” للسويدي “أوغست سترندبيرغ”، “النورس” لأنطون تشيخوف، ”الموت والعذراء” للألماني “أرييل دورفمان”، “بيت الدمية” و”الأشباح” لـ”هنريك إبسن” النرويجي، و”عربة ترام اسمها الرغبة” للأمريكي “تينيسي وليامز”.
يقول “قزق” في تصريح لتلفزيون الخبر: وفق البرنامج الأصلي للمعهد العالي للفنون المسرحية، يتم في السنة الثالثة انتقاء مشاهد مهمة من نصوص عالمية وتقديمها في الاستوديو، بعد ذلك تبدأ مهمتي بحيث يبدو ما يُقدَّم ليس مشاهد منفصلة، وإنما تمريناً واحداً، عبر البحث عن رابط إنساني ووجداني بينها، يُشكِّل حافزاً للتدريب، ولترميم ما هو منقوص بالنسبة للطلاب على مستوى الجسد والصوت، والعلاقة بين الطالب والشخصية، الطالب والمجموعة…
أما عن المنهج الذي اتبعه في تحقيق ذلك، يبيّن “قزق”: “إلى جانب مناهج «ستانسلافسكي»، «بريخت»، «ميرخولد» وغيرهم، استفدت من الأكاديميات التي كنت في بعضها أستاذاً، وفي بعضها متدرِّباً، إضافة إلى اطلاعي على تجارب المسرح الجديدة، ما شكل منهاجاً أستطيع من خلاله النفاذ إلى الخزين الحسي لكل طالب، وجعل الشخصية المسرحية موطئ قدم للطالب ليعبر عن نفسه”.
وعند سؤالنا عن كيفية التعاطي مع اختلاف مستوى الطلبة يوضح “قزق”: “المنهجية في العمل، وطريقة التدريب يوماً بيوم، وأسبوعاً بأسبوع، توصل في نهاية المطاف إلى رصد نقاط الضعف عند كل طالب، ويتم معالجة المسائل ذات الطابع الفردي بشكل سريع ومنظم، بحيث لا تتبدى الفوارق كبيرة بين الطلاب، إلى جانب تعزيز حس المغامرة التي يحتاجها الفن بغية اكتشاف الإنسان لذاته واختبار أدواته.
يقول مخرج “وعكة عابرة”: “خلال التدريبات تختبر الكلمات والجمل، ثم الأجساد والإشارات والإيماءات والعوامل الحسية الموصوفة من قبل الكاتب، خاصة إن كان نصه بعيداً عنا، كشكسبير وتشيخوف وبيرانديلو… وعندما نتناول إحدى هذه المسرحيات نأخذ بعين الاعتبار ظروف كتابتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونحاول أن تكون ملائمة لنا”.
ويضيف: “أنا كممثل ومخرج محترف، أتخذ من النصوص مداساً لي للوصول إلى متاهتي، وهي طريقة أشير إليها للطلاب، ألا نكون عبيداً للنصوص بين أيدينا، كائناً من كان كاتبها، فلدينا حاجات: أولها التدريبية، ثانيها الإنسانية الوجدانية التي نعيشها، ومن ثم على كل هذه الاشياء أن تلتقي عند نقطة خلاقة وجذابة وتعني من سيرى هذا التمرين من الأساتذة في المعهد أو الجمهور”.
يُذكر أن العرض قُدِّم في الهواء الطلق، وإلى جانب الاندغام الذي حققه “قزق” للمشاهد المختارة من النصوص الثمانية، كان الميكرو باص المُصاب بقذيفة هاون فيما مضى قاسماً مُشتركاً، وفضاءً سينوغرافياً يوحي بأن تلك المشاهد تسير على الطريق ذاته مهما تباعدت جغرافيتها.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر