أول امرأة مثلت بلدها كسفيرة .. الدمشقية “أليس قندلفت” إضاءة مشرقة من تاريخ نساء سوريا
أليس قندلفت الدمشقية السيدة الدبلوماسية الأولى ليس فقط على مستوى سوريا والمشرق والعالم العربي بل في دول العالم الثالث، التي تميزت بحضور سوريا كمندوبة لها دونت سجلات المنظمة الدولية حضورها اللافت.
وتقرّ وثائق الأمم المتحدة أنها واحدة من أولئك النساء اللواتي لا يُنسى حضورهن، فقد كانت في سنوات عملها في الأمم المتحدة مثالاً حياً لمن يؤمن بقضية ويدافع عنها وصولاً إلى التماهي معها حد الالتصاق، فكيف إذا كانت قضيتها قضية وطن يراد به السوء وبإمكانها أن تقدم له من روحها وفكرها الدفاع القوي.
ولدت عام 1895 في دمشق لعائلة من عائلاتها العريقة، كانت تسكن في دمشق القديمة في القيمرية، ودرست في المدرسة الارثوذكسية البطريركية الآسية، مدرسة البنات إلى نهاية المرحلة التوجيهية (الإعدادية) ثم انتقلت إلى بيروت وانتسبت إلى القسم الثانوي، الكلية البروتستانتية السورية (الجامعة الأميركية في بيروت حالياً).
“أليس قندلفت، سفيرة سوريا، وهي أول امرأة عربية تمثل بلدها كسفيرة في مجلس الأمم المتحدة في الأربعينات من القرن الماضي، حيث تذكر الوثائق التاريخية أنها شاركت في أول اجتماع تأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما شاركت بتأسيس المنتدى الفكري عام 1946.
وتوثق الأمم المتحدة لقاءات “أليس” مع العديد من الوفود الدولية هناك، فبتاريخ 5 كانون الثاني 1945 حضرت جلسة الأمم المتحدة الثانية الخاصة بأحوال المرأة حول العالم، وقدمت مداخلتها المتضمنة أوضاع النساء في العالم العربي وفي “سوريا” بوجه خاص.
وكانت “أليس” حينها تركز على الهدف الكبير وهو تحقيق استقلال سوريا من الاستعمار الفرنسي، كما دافعت من جهة أخرى في اللقاء الدولي لحقوق المرأة الاقتصادية أثناء الاجتماع الأربعين للأمم المتحدة عن حقوق المرأة في التملك.
سجلت “أليس” حضوراً مميزاً في أروقة الأمم المتحدة، يؤكد ذلك صورها التي التقت فيها بعدد من ممثلي الدول المؤثرة وقتها، وجذب مواقف هذه الدول باتجاه تأييد فكرة الاستقلال التي تمت بنجاح مع مطلع العالم التالي 1946، متوجةً بخروج الفرنسيين من سوريا.
وعبر تاريخها السياسي الحافل لم تنسَ “أليس” اهتماماتها الأدبية التي عرفت عنها، فقد أسست صالوناً أدبياً سياسياً في مدينة دمشق، في فندق أمية القديم عام 1942، وكان يعدّ الأول من نوعه في البلاد.
وكان يجتمع في الصالون الأدبي سياسيو البلد وأدباؤه، مثل: “فارس الخوري، وصلاح الدين البيطار، وعمر أبو ريشة، وميشيل عفلق، وفخري البارودي، ومحمد سليمان الأحمد”، وغيرهم الكثيرون.
ومن هذا المنتدى انطلقت عدة حركات سياسية كوّنت أحزاباً مؤثرة في الحياة السياسية السورية اللاحقة مع اختفاء الحياة السياسية في البلاد بُعَيد الوحدة مع مصر انتقلت “أليس” إلى لبنان لتعيش فيه، وخلال عودتها إلى سوريا كانت تقيم في فندقها الذي تحب “فندق أمية القديم”، كما تذكر الروايات.
لم تعمر أليس قندلفت طويلاً وصارت تغادر سوريا كثيراً منذ أواخر الخمسينات، جل ما يذكره معاصروها جلوسها في فندق أمية القديم وأن صحبتها من رعيلها السياسيين والمثقفين كانوا يزورنها فيه حتى بداية الستينات.
روان السيد- تلفزيون الخبر