رياضة
الفرق بين الكرة الذهبية وجائزة الفيفا .. من سيتصدر المشهد بعد الانفصال؟
قررت مجلة فرانس فوتبول الهروب بجائزتها، بعد أن تم تهميشها من قبل الفيفا، وباتت الجائزة تابعة للاتحاد العملاق أكثر من تبعيتها للمجلة صاحبة الفكرة الأصلية، ليصبح المستقبل غامضاً بعض الشيء للجائزتين.
وأظهرت مجلة فرانس فوتبول بوضوح أنها الطرف الذي يريد الانفصال، فما إن أعلنت ذلك ببيان رسمي، حتى سارعت عقب ذلك بأيام للكشف عن تفاصيل الجائزة الخاصة بها.
وسيتم معرفة الفائز خلال نفس العام، وليس مطلع العام الجديد، كما أن التصويت سيكون عبر طاقم صحفيها ومراسليها، وهي المعايير السابقة التي كانت لديهم قبل عام 2009.
وبالتالي، فمن المؤكد وجود جائزة واحدة على الأقل حتى الآن لعالم 2016، وهي جائزة الكرة الذهبية الخاصة بمجلة فرانس فوتبول، كما أن معاييرها واضحة وتفاصيلها كذلك.
والتزمت الفيفا الصمت لافتاً حتى الآن، فليس هناك أي منشور رسمي بخصوص الانفصال، وليس هناك أي عمل مختلف على شبكات التواصل التابعة للجائزة التي كانت قائمة حتى عام 2015، فهي ما زالت تقوم بنفس الخدمات ونفس النوعية من المواد المتعلقة بجائزة الكرة الذهبية بشقيها القديم والحديث.
وقالت التسريبات إن الجائزة ستقام لعام 2016 خلال بداية عام 2017 كالمعتاد، ولكن سيكون مقرها لندن، وأنها ستحافظ على نفس تقاليد الجائزة التي شاهدناها في العام الماضي، من حيث اختيار الأفضل للرجال والسيدات وأفضل هدف وغير ذلك من الجوائز.
وبينت مصادر مطلعة أن “التأخير سببه أن الفيفا ينظم أموره القانونية مع الرعاة، ومع ضمان توثيق كل الإجراءات حسب القانون بما في ذلك الاسم الجديد وشكل الجائزة الجديد الذي سيقدم للفائز”.
وسيعقد اجتماع مجلس الفيفا في الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الجاري،ومن المتوقع ان يصدر اعلاناً رسمياً بعد ذلك.
وبخصوص جائزة هذا العام من المجلة الفرنسية فإنها تاريخياً تعتمد على تصويت الصحفيين الذي يتأثر بشكل مباشر بالألقاب والإنجازات أكثر من الضجة الإعلامية.
في عام 2010 وحسب تصويت الصحفيين لم يكن ليونيل ميسي الفائز، وفي عام 2013 كان ريبيري هو صاحب الكرة الذهبية وليس رونالدو، الأمر الذي يجعل من سيطرة ليونيل ميسي وكريستانو رونالدو على الكرة الذهبية مسألة وقت وسوف ينتهي مع أول موسم يخفق فيه الاثنان بالهيمنة.
ويدخل رونالدو هذا العام التصويت مدعماً بحمله لقبي دوري الأبطال وأمم أوروبا 2016، وعدد مهم من الأهداف، في حين أن ثنائية ليونيل ميسي أظهرت عدم شفاعتها له عند الصحفيين في أوروبا تحديداً، بإخراجهم له من حسابات أفضل لاعب في أوروبا.
وجعلت هذه الحقيقة رونالدو أقرب بنسبة كبيرة جداً إلى الفوز بجائزة مجلة فرانس فوتبول، وهو ما اعترف به كثيرون مؤخراً مثل تشافي وغريزمان.
ومن ناحية جائزة الفيفا، فهي جائزة متأثرة بالمزاج الإعلامي بشكل عام، فتصويت المدربين واللاعبين عبر تاريخه كان متطابقاً مع من يملك الشعبية الأكبر والتعاطف الجماهيري والترويج الأفضل.
ويملك رونالدو الآن الضجة الأهم للفوز بالكرة الذهبية حول العالم، مدعماً بإنجاز تاريخي لم يتوقعه أحد في يورو 2016، ومعادلته رقم بلاتيني التاريخي، إضافة لفوزه بدوري الأبطال، ومستفيداً من إصابة ميسي في وقت حساس ومؤثر على مزاج المصوتين.
وبالتالي كريستانو رونالدو أقرب للفوز بالجائزتين، وهذا ليس غريباً لأنه ما قبل الاندماج بين المسابقتين كان الفائز في أخر 5 سنوات نفسه، لكن الاختلاف جرى في 2010 و2013 فقط منذ عام 2005، أي كان الفائز مشتركاً في 9 من أصل 11 عاماً.
وتعتبر الفيفا أقوى من حيث العلاقات، وأقوى من حيث القدرة على التمويل من المجلة الفرنسية، وأقوى من حيث القدرة على عقد صفقات طويلة الأمد مع قنوات ناقلة، هي عادة نفس القنوات الناقلة لبطولاته.
وكانت فرانس فوتبول هي الخاسر الأكبر من الدمج بالتأكيد، لأنها وافقت أن تكون فيفا في الواجهة، وأن تكون لغة الخطاب مع الناس هي منصات فيفا الالكترونية والرسمية، والآن هي تدخل اختباراً قد تكون نتيجته تراجعاً هائلاً بقيمة الجائزة العريقة، وخطف الجائزة الصاعدة للأضواء.
وكانت في الماضي وقبل الاندماج، جائزة فرانس فوتبول هي الأهم والأكثر جذباً للاهتمام والتعليقات حول العالم، لكن الحال اختلف الآن.
ولو استطاع فيفا إطلاق نفس الحفل الذي يطلقه كل عام، واستطاع تقديم الفائزين بنفس الطريقة
المبهرة وجلب أهم النجوم، فعلى الأغلب ستكون جائزة الفيفا هي صاحبة الأهمية الأعلى على المستوى العام، مع استمرار وجود أصوات تقول “إن فرانس فوتبول أكثر مصداقية وواقعية”، لكنها أصوات لن تكون مرتفعة بقدر ما يستطيع الفيفا خلقه من إزعاج حول العالم.
بالتالي، نعم كانت فرانس فوتبول هي الأهم دوماً، لكن بعد الدمج، قد تخرج منه وهي في المرتبة الثانية.