سوريين عن جد

مؤسس “وزارة المال” في سوريا وأول وزير لها .. من هو حسن جبارة ؟

يحمل التاريخ السوري بين أروقته زوايا غنية بأسماء تركت بصمتها فيما عملت وأينما حلت، تستدعي الوقوف عندها وتوجيه الضوء على مسيرتها، ومنها “حسن جبارة”، الذي لا يعرف كثير من السوريين انه مؤسّس وزارة المال (المالية) في سوريا، وأول وزير لها.

ولد جبارة عام 1898، درس الاقتصاد في جامعة دمشق، وبدأ عمله في العراق مديراً لمحطة بغداد للسكك الحديدية.

انضم في عام 1920 لمكتب التمويل في لواء إسكندرونة، وأصبح مدير المال فيها عام 1928، وبعد ذلك شغل منصب مدير المال في حلب.

عيّنه الرئيس “تاج الدين الحسيني” عام 1942 مديراً للميزانية العامة، ثم أصبح مديراً للتموين العام، وفي عام 1945 أسندت إليه وزارة التموين ثم وزارة الاقتصاد.

ومن أهم ما وضعه رئيس الوزراء فارس الخوري على عاتقه عام 1946، جعله المسؤول الأول عن إدارة الاقتصاد السوري في مرحلة الاضطراب خلال الأشهر الأولى التي تلت الاستقلال.

وحدد له الخوري عدّة أهداف على رأسها: المحافظة على استقرار الليرة، والسيطرة على الأسعار، وزيادة الرواتب.

ويذكر موقع “التاريخ السوري المعاصر”، أن الرئيس شكري القوتلي عينه عام 1947 رئيساً للجنة المشتركة السورية اللبنانية، وكان من مهماتها تقوية الروابط المالية والثقافية والسياسية بين البلدين، ونجح جبارة في تنظيم 14 قمّة بين الرئيسين شكري القوتلي وبشارة الخوري لمناقشة قضايا اقتصادية.

بعث وزير المال والاقتصاد الوطني حسن جبارة بمذكّرة إلى وزير الاقتصاد اللبناني مؤرّخة في 5/6/1949 يقترح فيها إنشاء “وحدة اقتصادية” بين سوريا ولبنان.

وعرضت المذكّرة “عدم العدل في المصالح المشتركة، وأن الاختلاف ناشئ عن رغبة سوريا في الحدّ من الاستيراد وحماية إنتاج البلدين الصناعي والزراعي، والمحافظة على ثروتهما، ويقابلها في لبنان سياسة الاستيراد الحرّ لتوسيع أفق التجارة في لبنان، وإبقاء سوريا سوقاً حرة لها.

وأشارت المذكّرة إلى “انفراد الحكومة اللبنانية بتوقيع الاتفاق النقدي مع فرنسا، وما يتبعه من فصل النقدين وأضراره، وأوضحت المذكّرة أنه يلزم اتخاذ قرار نهائي قبل نهاية حزيران 1949، وقدّمت ثلاثة حلول هي: وحدة اقتصادية، نظام للتبادل الحرّ بين البلدين، إصلاح النظام الحالي وإدخال التعديلات عليه.

وعلى إثر المذكّرة عُقد اتفاق اقتصادي مالي بتاريخ 8/7/1949 كحلّ مؤقّت، بتوقيع وزير الاقتصاد الوطني وزير المال بالوكالة فيليب تقلا، ووزير المال والاقتصاد الوطني السوري حسن جبارة في بلودان.

كما اتفق الطرفان بشأن العملة السورية المتبدّلة في لبنان، وكان هذا الاتفاق بمثابة تمهيد لوحدة اقتصادية لو أنه تمّ تطبيقه.

شغل جبارة مناصب أخرى منها مدير مصنع السكر والمنتجات الزراعية، أحيل إلى المعاش في الخمسينات، وفي عهد الوحدة عين وزيراً مركزياً للخزانة.

يذكر أن جبارة توفي عام 1966، وتنقل مصادر شهادة خالد العظم له بأن “وزارة المال محظوظة بوجود جبارة فيها”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى