مهرجان سينما الشباب.. “فكرة نبيلة” نظرياً و”طامة كبرى” عملياً
انتهى مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة بدورته السادسة، مُكرِّساً الآراء التي طالما تحدث بها النّقاد عن أن فكرته “نبيلة” لكن تنفيذها بعيد عن أدنى درجات العلمية وقائم على مبدأ “كلّو ماشي” ما حوّل المشروع إلى “طامة سينمائية كبرى”.
الخلل الأساسي كما يقول الناقد “نوار عكاشة” لتلفزيون الخبر يبدأ من آلية قبول النصوص التي تفتقد لأساسيات كتابة السيناريو، ومن ثم عدم معرفة كيفية تنفيذها سينمائياً على جميع الأصعدة: اللقطات، مراعاة الزمن، الإيقاع، الأسلوبية، ما أنتج “أجنّة مشوّهة سينمائياً”.
لمعالجة هذا الخلل اقترح المخرج “جود سعيد” أن “يتم تسليم “ديكوباج” تفصيلي لكل لقطة وكل مشهد، مع تحديد الزمن بدقة، ومن دون ذلك سيبقى الموضوع ناقصاً ولن يثمر كما ينبغي” بحسب تصريحه لتلفزيون الخبر.
ناقد آخر لا يرتجِ من هذا المشروع أكثر من الثلاثة أفلام أو الأربعة التي حظيت بإشادة نقدية، ونالت جوائز في الختام، قائلاً لتلفزيون الخبر: “أن يفرز المهرجان أربع أو خمس أسماء فهذا ممتاز، لكن تبقى ضرورة الاهتمام بها وعدم تركها للنسيان هو الأهم”.
بعض المتابعين صرحوا لتلفزيون الخبر أن الخلل يرجع إلى قصر زمن تصوير الأفلام الذي امتد هذا العام إلى يومين بعدما كان يقتصر على يوم واحد، من دون أن ينقذ ذلك السوية التي أعادها المختصون إلى عدم امتلاك أصحاب المنح لألف باء الصنعة السينمائية ولو اتبع المشاركون دورة دبلوم العلوم السينمائية، معتبرين أنها غير كافية.
الناقد “علي وجيه” اعتبر هذا المهرجان بات نافذة “للتسبُّب” المالي لدى البعض، مبيناً في منشور له على الفيسبوك أنه طالما ثمة فرق شاسع بين الاهتمام بالرسميات والحجوزات والبريستيج، وبين أدنى درجات الاهتمام بالعروس المفترضة “السينما” فإن هذا المشروع لا يسير في السكة الصحيحة.
“المهرجان بات كعكة يتم اقتسامها بين بعض الأسماء، ومعظمهم موظفون في مؤسسة السينما”، بهذه العبارة وصف أحد النقاد الحالة المتردية التي وصل إليها المهرجان.
وأضاف لتلفزيون الخبر: “ينبغي التركيز على الخيارات الصحيحة والعلمية، وتوجيه أصحابها وإرشادهم إلى أفضل السبل لصناعة السينما، ثم تقييم تجربتهم، وأن يكون الإشراف حقيقياً وليس مجرد أسماء على “تتر” العمل، مع تأمين شروط العرض الجيدة، ومن دون ذلك لا أمل يُرتجى من هذا المهرجان”.
وكما كتبت “مي زوربا” إحدى الحائزات على منح الشباب على صفحتها في فيسبوك: إلى متى سنصرخ ونتحدث عن نفس مواضع الخلل؟ كيف يمكن أن يتوقف عرض الفيلم وتتجمد الصورة؟ كيف يمكن أن يسبق الصوت الصورة أو العكس؟ كيف يمكن أن تصبح الشاشة سوداء؟
وأضافت: السؤال الأهم كيف يمكن أن يحدث الخطأ التقني نفسه لعدة سنوات على التتالي في مهرجان سينمائي من المفترض أن يكون مدرسة في الاحتراف تنظيماً وتقنياً وفنياً؟
وتساءل أحد أعضاء لجنة الحكم رفض الكشف عن اسمه أنه ما المغزى من تقديم 30 منحة، المُستحق منها والمستوفي لأدنى الشروط الفنية والتقنية والعلمية لا يتجاوز الخمسة؟
وأضاف لتلفزيون الخبر: أما ما يتعلق بالأفلام السورية الستة المشاركة ضمن مسابقة الأفلام العربية، فليست أفضل حالاً، لاسيما مع سوء الفهم المُزمن للحكاية السينمائية والبيئة الفيلمية، لدى أربعة من هذه الأفلام، فضلاً عن “السرقات الموصوفة” والأخطاء الفنية الفادحة.
وختم حديثه: 5 أفلام مستحقة من أصل 30، وفيلمان احترافيان من أصل ستة، معنى ذلك هدر إنتاجي يفوق الـ70% من ميزانية المهرجان، إذا أضفنا إليها حفل الافتتاح والختام وبقية البهرجة والرسميات التي لا تُغني ولا تُسمن شيئاً لسينمانا.
يذكر أن المهرجان جرت فعاليات دورته السادسة بين 23 و28 نيسان في أوبرا دمشق.
تلفزيون الخبر