فريق “اللاعنف” يطلق مبادرة “علّي صوت الفرح” للحد من إطلاق النار العشوائي في المناسبات
يعاد المشهد مراراً وتكراراً، في كل سنة، تحديداً عند استقبال العام الجديد، بلحظات الفرح والاحتفال، تسلب أرواح ضحايا، لتتحول الاحتفالات إلى تعازي، بالرغم من التحذيرات المتكررة كل عام في هذه المناسبة، من عدم إطلاق النار.
ومن هنا انطلق مجموعة شابات وشبان للعمل كفريق سُمي بفريق “اللاعنف”، يتبنى نشر توعية نحو السلوكيات العنيفة الممارسة في المجتمع السوري، والحد من انتشارها، انطلاقاً مما يحدث سنوياً في احتفال رأس السنة.
وبينت ميسرة الفريق علا سلامة، لتلفزيون الخبر أن “فريق اللاعنف هو فريق شبابي تطوعي مجتمعي، يؤمن أعضاؤه بطبيعة الإنسان الخيّرة ويسعون للمساهمة في التوعية للسلوكيات العنيفة في المجتمع ولآثارها السلبية، ويسلط الضوء على اللا عنف كأسلوب للحياة، ويحاول إيجاد حلول للسلوكيات العنيفة أو -على أقل تقدير- إيجاد بدائل غير عنيفة لها”.
ويتكون الفريق من 25 شاب وشابة تبدأ أعمارهم من عمر 18 عاماً، مهتمين بالعمل في مجال اللاعنف الذي يدخل في مختلف المناحي الحياتية سواء للمدرس أو الموظف، الأم، طالب الجامعة، وغيرهم من الفئات، وينشط عمله حالياً في منطقة صحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، ويحمل شعار “نحن الخير بطبعنا”.
وتشرح سلامة أن الفريق “بدأ بشرح ماهية العنف، ولأي درجة تؤثر تصرفاتي على قيمي التي أحملها وعلى الآخرين، وكم مجتمعنا معزز للسلوكيات اللاعنفية أو العنيفة، من خلال جلسات جلسات أسبوعية تحمل نقاش من ملاحظة أعضاء الفريق ورؤيتهم لأساليب الحد منها”.
وتابعت سلامة أنه “واحدة من الأمور التي لاحظها الفريق أن الشارع السوري اليوم يعاني بعد حرب 8 سنوات، عاش فيها التوتر والضغوط النفسية مما أظهر أمور وسلوكيات لم تكن موجودة من قبل، والوسائل أصبحت عادة من خلال اعتياد ممارستها، كما أن الأشخاص الممارسين لها غدوا معتادين على ممارستها ووجودها”.
وأكدت سلامة أن “من يمارس هذه السلوكيات، لا يتصرفها بقصد الأذية، أي هو خلال لحظات فرحه يطلق النار أو يقوم بهذه السلوكيات المشابهة تعبيراً عن فرحه، وليس بقصد إيذاء الآخرين لكن هي تصرفات سيئة حتى لو كانت قليلة منها اطلاق النار العشوائي براس السنة أو المناسبات مثل حفلات الزفاف”.
وترى سلامة أنه “بالرغم من التحذيرات الدائمة من هذه الممارسات إلا أنها لا تصل أحياناً للأشخاص الممارسين لها، ومن مبدأ المسؤولية الاجتماعية، كيف يمكن لنا أن نحد من هذه الظاهرة، لذا بدأنا بالحديث عنها منه خلال الفيلم المصور الذي انتجه أعضاء الفريق”.
ولفتت سلامة إلى أن “الفريق انطلق في شهر تشرين الأول من عام 2018، وبدأ بمبادرة وفق اطلاق النار، من خلال السوشال ميديا، ثم اختار الفريق جمع شبان سابقين في القوات الرديفة، للعب مبارة كرة قدم، بهدف عدم وسم هؤلاء بالعنف والتجرد من الإنسانية، فقط لأنهم حملوا السلاح نتيجة ظروف معينة خلال الحرب”.
وحملت المبادرة عدة شعارات منها “عليّ صوت الفرح، وطي صوت الرصاص، لا تطفي الفرح بالنار، القواص مش عادي، بطل هالعادة”.
ويسعى الفريق لنقل أفكاره في هذه المبادرة من خلال “عدة أعمال فنية مسرحية وموسيقية يعمل عليها، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي المرغوبة لدا الشعب السوري وتصل لفئة كبيرة منه، إضافة لكونها طريقة لا تتطلب تمويل مالي كبير، خاصة أن الفريق غير ممول من أي جهة تذكر”.
الجدير بالذكر أنه بلغ عدد الإصابات في رأس سنة 2019 حوالي 60 إصابة في مختلف المحافظات السورية، علماً أن العدد الأكبر منها كان في محافظة اللاذقية.
لين السعدي_تلفزيون الخبر