نظريات الألعاب و”لعبة الدجاج” .. ماهي وكيف طبقت في سوريا؟
يفسر محللون سياسيون غربيون ما يحدث في سوريا، من صراع للقوى عبر رهانات اقتصادية وسياسية، تبعاً لنظريات الألعاب في العلاقات الدولية، وتحديداً “لعبة الدجاج”.
ونشر مركز دمشق للأبحاث والدراسات”مداد”، مقالاً مترجماً، يشرح كاتبه كيف تطبق نظرية لعبة الدجاج على الأوضاع في سوريا ومحيطها.
واعترف الكاتب بأنه “حققت الدولة السـورية نصراً باسـتعادة جميـع المراكز السكانية الرئيسة في البلاد، لكن ورغم هذا النصر مازالت البلاد في حالة فوضى، إذ تم تدمير المدن والبنية التحتـة، واضطر عدد كبير من السوريين لترك منازلهم”.
وأشار إلى أنه “تراهن الحكومات الغربية على أن حاجة الرئيس الأسد إلى إعادة بناء البلد ستمنحها نفوذاً في تحديد نوع السلام المنبثق، ولكن ثقتها في غير محلها، إذ يجـب عليهـا أن تقلـق بشـأن دعـم الحلفـاء عـلى الحدود مع سوريا”.
وأضاف “في لعبة الدجاج في مستقبل بلاد الشام، يبدو السوريون مستعدين للانتظار”.
وتعرف نظريات الألعاب، التي تسمى أيضاً نظرية المباراة، بأنها وسيلة من وسائل التحليل الرياضي لحالات تضارب المصالح، للوصول إلى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ القرار، في ظل الظروف المعطاة لأجل الحصول على النتائج المرغوبة.
وارتبطت نظريات الألعاب أساساً بالرياضيات والاقتصاد، منذ أن تم وضعها على يد عالم الرياضيات الأمريكي “جون فون نيومان”، لكن تطبيقاتها توسعت كثيراً في السنوات الأخيرة لتشمل حتى الأحياء.
وأصبحت أكثر هذه التطبيقات إثارة هو علم السياسة، خاصة العلاقات الدولية، التي تطبق فيها هذه النظريات على نطاق واسع.
وعند تطبيق نظرية الألعاب على العلاقات الدولية، تعتبر اللعبة هي الموقف أو الأزمة الدولية، واللاعبون الأساسيون هم الدول، وتنقسم هذه الألعاب إلى نوعين: اللعبة ذات النتيجة الصفرية، واللعبة غير الصفرية.
ففي اللعبة ذات النتيجة الصفرية، تكون المكاسب التي يحققها طرف هي نفسها الخسائر التي يتكبدها الطرف الآخر، وهذا الوضع يحدث خلال الحروب بين الدول، مثل الوضع الذي ساد أثناء الحرب العالمية الثانية وأسفر عن هزيمة دول المحور أمام دول الحلفاء.
أما اللعبة غير الصفرية تفترض وجود مساحة واسعة للتنسيق والتعاون، بين طرفي عملية الصراع، إذ إنهما قد يخسران معاً أو يكسبان معاً، وهذا الوضع عادةً ما يكون في أوقات اعتيادية (ليس وقت الحروب)، وإن كان هنالك تنافس وصراع بين الدول، وفي معظم الأحيان فإن التنافس بين الدول والنظم هو من قبيل الألعاب غير الصفرية.
وتعد “لعبة الدجاج” إحدى نظريات الألعاب، وتُعرف أيضاً باسم لعبة (الصقر-الحمامة)، أو لعبة التزحلق على الجليد، وهي نموذج للنزاع بين لاعبين.
وتصف عادةً طرفين متجهين نحو بعضهما البعض، إذا استمرا على نفس المسار، سيصطدمان، وإذا انحرف أحدهما ولم يفعل الآخر، فإن المنحرف يخسر ويطلق عليه اسم الدجاج (دلالة على الجبن)، بينما يفوز الثاني.
يذكر أن هناك الكثير من نظريات الألعاب التي تطبق في جميع المجالات، بدءاً من الرياضيات التطبيقية، وصولا إلى الإقتصاد والسياسة.
تلفزيون الخبر