و توِّج حبهما باللقاء .. وفاة خطيبة الشهيد جول جمال بعد عقود من الإخلاص
توفيت الاثنين، 2 نيسان، خطيبة الشهيد جول جمال المربية جاكلين بيطار بعد فراق عنه دام 63 عاماً، وعقود من الإخلاص له رفضت خلالها الزواج من بعده.
وابتدأت قصة الوفاء تلك منذ اللحظة التي افترق فيها الخطيبان، حين قام جمّال بتفجير البارجة العملاقة التي كانت فخر البحرية الفرنسية “جان بارت” ومنعها من الوصول إلى هدفها وقصف الأراضي المصرية ، بحسب وسائل إعلام سورية ومصرية، ورحل جمال إثر عمليته تاركاً اسمه خالداً في التاريخين السوري والمصري.
وتم ذلك في عام 1953 عندما عندما أرسل جول جمال، ابن مدينة اللاذقية والمولود في 1 نيسان 1932، ضمن عشرة طلاب سوريين في بعثة عسكرية للالتحاق بالكلية البحرية في مصر ليتحقق بذلك حلمه بأن يصبح ضابط في سلاح البحرية، ليستشهد خلال سنوات البعثة.
ورفضت بيطار بعدها الارتباط بسواه والزواج من بعده وحفظت عهده بعد أن ودّعها في أواخر تشرين الأول 1956 ببدلته العسكرية، قبل أن يذهب في رحلته الأخيرة نحو مصر ويخلّد اسمه في التاريخ كرمز لوحدة شعبين أمام الاستعمار.
وبقيت بيطار وفية لخطيبها، حتى آخر يوم من حياتها و الذي صادف ذكرى ميلاده، ولم يمحِ طول السنين ذكراه من وجدانها وهي التي انتظرت تلك اللحظة التي ستستعيد فيها خطيبها الراحل كحلم وتجدّد رؤيته الموعودة في السماء.
يذكر أن جمّال كان في الرابعة والعشرين من عمره حين نفّذ عمليته الفدائية ليلة 4 تشرين الثاني 1956 خلال العدوان الثلاثي على مصر، ولايزال إلى الآن مثال للشجاعة من أجل القومية العربية، وهو أول شهيد في عمليات بحرية مصرية سورية.