صناعة سورية لآلة حفر على الخشب .. ابتكار سوري في مجال التحكم الرقمي
تعد سوريا بلد فقير نسبياً في مجال التحكم الرقمي، ومع ذلك تبرز ابتكارات وتطويرات فردية لشبان سوريين ضمن الإمكانيات المحدودة المتوافرة بين أيديهم.
وقدم هؤلاء الشباب انتاجات تخدم مختلف القطاعات الصناعية المعمول بها داخلياً، مختصرين التكلفة الباهظة مقارنة بالمنتج السوري، وتأمين القطع التي يحتاج لها السوق في ظل الحصار الخانق المفروض على البلاد.
ويقدم الشاب السوري سيمون امون ابتكاراً مماثلاً لمخرطة CNC، يوضح ماهيته لتلفزيون الخبر، حيث قال “من خلال عملي في مجال الخشبيات والنحت عليها لمدة 12 عاماً، بدأت منذ 4 سنوات بالسؤال والبحث عن طريق الانترنت ثم العمل على تصنيعها بإمكانيات محدودة جداً ومن قطع ومواد سورية دون الحاجة إلى استيراد أي قطعة”.
ويلفت سيمون أن الآلة التي ابتكرها “تستخدم في مجال الحفرعلى مختلف أنواع السطوح، بواسطة الكمبيوتر، كما يمكن برمجتها لتحفر على الحجر والمعادن، وتعد حجر الأساس لمختلف أنواع الصناعات الرقمية”.
ويشير سيمون أنه من الممكن “إطلاق خط إنتاج كامل من خلال ابتكاره لمنشأة ما بمجال الخشب، ويستفاد منها في اختصاص تنفيذ الإعلانات واللوحات الفنية الأخرى”.
ويبين امون أن ما يميز هذه الآلة “قدرتها على النحت لمسافات كبيرة، تصل إلى 3×150 متر، كذلك سعرها المنخفض عن سعر القطعة الصينية بنسبة النصف، وحتى المحاور الموجودة فيها غير مستوردة” مؤكداً أن “هذه الميزات هي نقاط الاختلاف بينها وبين المحاولات التي تمت في سوريا سابقاً.
ونشر امون إنجازه “على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتواصل فيما بعد عدة جهات علمية معي مثل د.عبد الرحمن محمد من كلية الميكانوتريك في جامعة “تشرين”، وتفاجئتُ بمشاركته له على حسابه في “فيسبوك”، ثم بدأ عدد من الطلبة بالتواصل معي لأخذ معلومات أكبر حول الموضوع”.
وشاهد المقطع د.مصطفى دليلة رئيس قسم التحكم الرقمي في جامعة القلمون الخاصة، وشاركه أيضاً على حسابه، وقام لاحقاً بدعوتي للقاء الطلاب في الجامعة، والحديث معهم بشكل موسع عن الابتكار السوري”.
ويشرح أمون أن “تكلفة استيراد الآلة أوروبياً مرتفعة جداً، أما الصيني منها يصل سعرها إلى 12 ألف دولار، وتحوي القطعة على طن من الحديد يكلف دخول كيلو الواحد منها إلى سوريا 7000 ليرة”.
وأضاف سيمون “بينما نحن يمكننا الحصول على الحديد السوري المصنع ب 700 ليرة، وتوفير عشرة أضعاف في سعر كل قطعة ومع كل ذلك لا يكلف كل ما ذكر من قطع إلا 20% من سعرها نظراً المرتبط بالمواصفات”.
وحصل سيمون على الموافقة للمشاركة في الدورة المقبلة “لمعرض الباسل للإبداع والاختراع” الذي يقام سنوياً تزامناً مع معرض دمشق الدولي.
يشار إلى أن سيمون امون (31 عاماً) ابن مدينة حماه خريج معهد تصميم داخلي صناعي
وماكينات CNC هي ماكينات تمتاز بقدرتها على التعامل مع أنواع مختلفة من المواد بدقة عالية، وتستطيع ماكينات الـCNC التعامل مع التفاصيل الدقيقة، وتتعامل مع مختلف المواد مثل الأخشاب وغيرها من المواد الآخرى.