بمواصفات عالية الدقة .. طالبتان في جامعة تشرين تخترعان عصاً ذكية للمكفوفين
حصلت الشقيقتان فاطمة وياسمين السماعيل، الطالبتان سنة رابعة في كلية الهندسة قسم حاسبات في جامعة تشرين باللاذقية، على براءة اختراع عصا ذكية للمكفوفين بمواصفات فائقة الدقة.
وحول كيفية تبادر الفكرة إلى ذهن الشقيقتين، قالت فاطمة لتلفزيون الخبر: “درسنا في الكلية مادتي التحكم والحساسات، وأردنا أن نطبق ما تعلمناه بشكل عملي وتوظيفه بخدمة المكفوفين وخاصة جرحى الجيش العربي السوري الذين أصيبوا في عيونهم”.
وبينت فاطمة أن “العصا مزودة بمواصفات تؤمن للمكفوفين أكبر قدر ممكن من التسهيلات بالاعتماد عليها لتجعل المكفوف يستطيع تدبر أمره من دون الحاجة الى مساعدة أحد”.
وحول مواصفات العصا الذكية، قالت فاطمة: “تحمل توجيهات ناطقة و تنبيهات مختلفة لتجنب المخاطر، وتحمي مستخدمها من الوقوع في الحفر و برك الماء كما تؤمن له نزولاً آمناً على الدرج دون مساعدة أحد”.
وأضافت ” كما تمتاز بإنذار الآخرين لتجنب الاصطدام بالكفيف في حال كان المكان مظلماً من خلال إطلاق إنذار ضوئي مع اهتزاز متقطع لتنبيه الكفيف لمحيطه المظلم”.
وتابعت فاطمة أنه “في حال ضياع أو وقوع العصا يستطيع صاحبها معرفة مكانها باستخدام جهاز تحكم عن بعد يحمله بيده”.
وأردفت “كما تتميز العصا بجملة من المواصفات المبتكرة التي تساهم في دمج المكفوفين مع محيطهم و تسهل حركتهم في الأماكن العامة فهي قابلة للشحن و تنبه مستخدمها لوجود العقبات في طريقه من خلال إصدارها تنبيهات صوتية عبر السماعة الملحقة بها مثل: أمامك حفرة أو أمامك بركة ماء، وتضيء تلقائياً أثناء السير في المناطق المظلمة”.
وبينت فاطمة أنها “وأختها ياسمين بدأتا بابتكار العصا منذ بداية العام الماضي وانتهتا منها في نهاية نيسان”، مشيرة إلى أنهما “في البداية صممتا نموذج أول للعصا اقتصر على التنبيهات الصوتية”.
وأضافت “ثم صممنا نموذج ثاني يتميز بالتنبيهات الكلامية حيث يتم تنبيه الكفيف إلى العوائق الموجودة أمامه كالدرج والحفر”.
وبينت أن “النموذج الثاني عملي وقابل للاستخدام، وأن الشقيقتين تعملان على تصميم نماذج من العصا داخل الجمعية السورية للمعلوماتية في اللاذقية بمساعدة مهندسين من الجمعية”.
وأكدت فاطمة أنهما “ستطرحان عشرة نماذج من العصا الذكية في السوق خلال الشهر القادم لجس نبض السوق وتعريف المواطنين بها”.
كما أوضحت فاطمة أنهما “قبل تصميم النموذج الثاني استمتعا إلى آراء مكفوفين في دمشق وحمص وحماة واللاذقية، وقد استفادتا من آرائهم وتشجيعهم على طرح العصا في الأسواق”.
وأضافت “من مقترحاتهم تزويد العصا بسماعات يضعها الكفيف في أذنيه عند خروجه إلى الشارع حتى يستطيع سماع التبيهات الصوتية الصادرة عن العصا بمعزل عن ضجيج الشارع”.
وأردفت “كما اقترح المكفوفون أن تطوى العصا الذكية بحيث يستطيع الكفيف طويها وحملها بيده عند جلوسه”.
بدورها، أشارت ياسمين إلى أن “سعر العصا سيكون مناسباً للجميع”، كاشفة “أنهما تقومان حالياً بدراسة تكلفة المواد الأولية لتحديد سعر العصا للمبيع”.
وأضافت ياسمين “توجد حالياً في الأسواق عصا تقليدية تباع بسعر ٥٠٠ ألف علماً أنها لا تتميز بأي ميزات سوى الارتجاج للتنبيه من العوائق الموجودة أمام الكفيف”.
وفي الحديث عن المواد الأولية اللازمة لتصميم العصا، أشارت ياسمين إلى أنهما “توصيان على المواد من الصين نظراً لعدم توافرها في الأسواق، كحساس الليزر الخاص بالكشف عن الحفر، والبطارية التي يجب أن تكون صغيرة الحجم وتدوم ل١٢ ساعة متواصلة، ودارة الصوت ليكون الصوت الصادر عن العصا واضحاً ومفهوماً للكفيف”.
وحول المساعدات التي قدمت لهما، اكدت ياسمين أن “السيدة الأولى أسماء الأسد دعمتهما بمبلغ من المال، بالإضافة إلى أنهما ادخرتا المال من المصروف الشخصي لهما”.
وشددت ياسمين على أن “مشروع العصا الذكية قابل للتطوير إذ يمكن إضافة تحديثات على العصا تتمثل بتزويدها بخريطة ناطقة تسمى “خريطة ماجلان” تخبر الكفيف بمكانه و تمكنه من خلال لوحة برايل من كتابة المكان الذي يريده لترشده إليه، و تزويدها بالربط مع شبكة الهواتف النقالة لتحدد مكانه لذويه”.
وأعربت ياسمين عن أملها هي وفاطمة في أن يحظى اختراعهما بجهة معينة تقوم بتبني المشروع للدخول بقوة إلى السوق وطرح العصا بحيث تصل إلى كل كفيف بسعر يناسب الجميع”.
يذكر أن العصا الذكية ليست هي الاختراع الأول لفاطمة وياسمين السماعيل فقد حازتا سابقاً على عدة جوائز محلية، منها الميدالية البرونزية في معرض الباسل للإبداع و الاختراع العام الماضي.
إضافة إلى المركز الأول في مسابقة أكاديمية ريادة الأعمال لأفضل خطة عمل التي نظمتها الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية، المركز الثالث لمسابقة تميز للمشاريع المتميزة.
صفاء اسماعيل- تلفزيون الخبر – اللاذقية