رجال على جبهات الحرب ونساء على جبهات الحياة اليومية في سوريا
تسع سنوات والسوريون يتجرعون طعم الحرب المر بكل أشكاله، ومع استمرارها واستمرار طلبات الاحتياط والاحتفاظ لعدد كبير من الرجال السوريين، وجدت الكثير من السوريات أنفسهن مضطرات لملء الفراغ في أعمال كان الرجال يقومون بها قبلاً.
أمام أعمال “غير مجدية” وتستهلك الوقت والطاقة وجدت الشابتان “لانا و نور ” أنفسهما في تحدٍ لإثبات قدرتهما على تحقيق الاستقلالية و البدء بمشروع خاص، مع الاستعداد لتحمل المخاطرة.
تجربتهما بتعهد الحفلات، بدأت من خطوة صغيرة كما تقول لانا صاحبة ال 23 عاماً لتلفزيون الخبر “عملت في عدة جهات، وكنت أشعر أنني كالآلة دون أفق أو مقابل مادي يوازي مستوى الجهد، قررت بعدها مع نور البدء بمشروعنا الخاص”.
وتابعت لانا “فكرنا بعدة أعمال مثل تجارة الملابس في المنازل أو ورشات تعليم المكياج للنساء وغيرها، ثم خطرت لنا فكرة لتنظيم حفلة للأطفال في عيد الميلاد، وحققت الفكرة نجاحا ولاقت اقبالاً جيداً”.
وأضافت “بعد نجاح الحفلة قررنا البدء بتنظيم حفلات أكبر واستغلال المناسبات خلال هذه الفترة، فتواصلنا مع عدة فنانين شجعونا رغم عدم امتلاكنا خبرة سابقة في هذا المجال”.
واعتبرت لانا أن “سفر أعداد كبيرة من الشباب و استدعاء الكثيرين إلى الخدمة العسكرية خلق فراغا في هذا العمل، ووجدنا أنه من الممكن الخوض فيه مع ما يحمله من مخاطرة”.
بدورها، قالت نور ذات ال 22 عاماً “لم نلق تشجيعاً من أهلنا أو أصدقائنا، بل على العكس وقفوا ضدنا، فالأهل يعتبرون هذا المجال لايناسب الفتيات ونسمع يومياً انتقادات على اختيارنا له”.
وأضافت “أنا أتابع دراستي الجامعية وعملت في أحد المكاتب سابقاً، الناس يعتبرون أن عمل الفتاة في مكتب أو وظيفة حكومية أفضل لها ونحن أردنا أن نثبت العكس”.
وأشارت نور “نعرف أن تجربتنا تحمل بعض المخاطرة، لكننا نحاول أن لا نفكر بالخسارة وأشجع النساء والبنات على العمل بأي مجال يرغبن فيه، والبدء بمشروع خاص يحتاج الإقدام على الخطوة الأولى فقط”.
وعن استعدادهما للمتابعة في هذا المجال أوضحت نور “نفكر بتنظيم وتعهد حفلات الزفاف، العمل في هذا المجال ممتع ونحن أردنا عملاً يفسح لنا مجال للإبداع “.
في بهو فندق ” داما روز” في دمشق حيث ستقام حفلتهما الأولى بمناسبة عيد الحب، تجلس لانا ونور للترويج لها، تبتسمان بأمل وثقة بقدرة الفتاة السورية على إثبات نفسها في أي مجال مهما بلغت صعوبته.
في مواقع عدة، تفرض المرأة السورية وجودها وتثبت قوتها وقدرتها متحدية ظروف الحرب ونظرة المجتمع، فأصبحنا نراها بائعة في الأكشاك وسائقة للتاكسي والشاحنات، وقريباً سائقة في باصات النقل الداخلي كما صرح مصدر حكومي منذ أيام.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر