الجريح “نوفل كحيلة”… بائع اليانصيب في اللاذقية يرفض أن يخلع لباسه العسكري
تعددت القصص والحكايات التي خلّفتها الحرب منذ نحو ثماني سنوات، الجريح “نوفل ياسين كحيلة” هو أحد هذه القصص.
المقاتل الذي حوّلته الحرب إلى بائع يانصيب متجوّل على كرسيه المتحرك في شوارع مدينة اللاذقية، رافضاً أن يخلع لباسه العسكري، رافعاً علم سوريا على كرسيه بكل فخر وشموخ.
وبعد أن تعرّض الجريح “نوفل كحيلة” الملقّب “أبو باسل” في العام 2014 إلى إعاقة جسدية منعته من السير على قدميه مجدداً، إثر انفجار لغم بسيارته في ريف حلب، عاد إلى مدينته ولم يستسلم، بدأ يعمل ببيع أوراق اليانصيب ليكسب قوت يومه.
و عن إصابته، قال الجريح كحيلة لتلفزيون الخبر “التحقت بالقوات الرديفة للجيش العربي السوري في العام 2014 و بعد عدة أشهر أُصبت بقدميّ جراء انفجار لغم أرضي بالسيارة التي كانت تُقلنا في ريف حلب”.
وتابع “أجريت عملية جراحية وتركيب صفائح، أنقذ الأطباء حياتي، لكني حُرمت من السير مجدداً، حصلت على راتب تقاعدي 15 ألف ليرة في الشهر، والحكومة وظّفت ابني في الجامعة”.
و عن عمله في بيع أوراق اليانصيب، قال الجريح كيلة لتلفزيون الخبر: “أعمل في بيع أوراق اليانصيب، إلا أنني لا أملك رخصة نظامية، اشتري الأوراق من المعتمدين، لكنهم رفضوا بيعي منذ فترة”.
وأضاف الجريح كحيلة “أحاول أن أحصل على رخصة نظامية لأبيع اليانصيب، لأنني منذ اللحظة الأولى لإصابتي رفضت الاستسلام، وأردت الاعتماد على نفسي، لكني لم أستطع الحصول عليها إلى الآن”.
و تابع الجريح كحيلة “لم أستسلم لعجزي، فمنذ اللحظة الأولى بدأت ببيع أوراق اليانصيب، وحصلت من أهل الخير على كرسي متحرك، لكنه قديم ويحتوي على العديد من الأعطال”.
وأكمل الجريح “لذلك حركتي محدودة، وأتمنى أن أحصل على كرسي كهربائي متحرك، لأتجول في جميع أرجاء مدينة اللاذقية، فأنا لا أحب الجلوس والبكاء أو الاستسلام، ليس من شيمي، عندما استمع إلى أخبار تقدم الجيش أشعر وكأنني إلى الآن مع زملائي في المعركة”.
وأضاف الجريح كحيلة “ربما أكون بحاجة إلى رخصة لأبيع أوراق اليانصيب، وإلى كرسي كهربائي قبل أن يتوقف هذا الكرسي عن العمل، إلا أنني أجدها كلها حاجات حياتية ليست على قدر كبير من الأهمية، تجاه الوطن”.
وأضاف “أؤمن أن الله أعطاني وطني أمانة، وأنا قاتلت من أجلها بكل طاقتي، كما أنني أرى نفسي غنيّ بكرامتي وبصدقي مع نفسي”.
وعن لباسه العسكري، قال الجريح كحيلة “لم أخلع لباسي العسكري منذ إصابتي، لأنني أراه شرف، فهل يخلع الإنسان شرفه؟ أشعر بنفسي وكأنني عارٌ إن فكرت بخلعه، كما أنني أرفع علم سوريا وأحمله أينما ذهبت، لأنني أعلم أنه من أجلها ومن أجل علمها وحده رحل الكثير من الأحبّاء والشبان والمقاتلين الشرفاء”.
وتابع “أنا لست شعار أو برواز، لا أهتم برفع الخطابات أو الكلام المنمّق، أرى نفسي عقيدة وطنية مؤمنة بسوريا وبتضحيات جيشها، ولو طُلب مني العودة إلى الخطوط الأمامية لن أتردد أبداً”.
و ختم الجريح نوفل كحيلة حديثه لتلفزيون الخبر بالقول “إن لم أحصل على رخصة اليانصيب سأجد دائماً مصدر آخر للأمل والتفاؤل والاستمرار بالحياة”.