محليات

ما الذي حمله عام 2018 من “تريندز” على مواقع التواصل الاجتماعي

 

ظفرت سنة 2018 بحملات عدة للسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما تخطى نطاق العالمية، ومنها ما حمل الطابع العربي، إضافةً إلى ما أطلقه الشعب السوري بصبغة محلية بحتة، لا يدركها إلا السوري وحده.

ومن الحملات العالمية “KiKi Challenge”، فقد الناس عقولهم، ورقصوا في الشوارع تاركين سياراتهم تسير وحدها في الشوارع، و شُغلت المواقع ليس بالرقصة الأجمل، بل بالأكثر طرافة، هناك من سقط، وهناك من أداها على طريقة “برودواي” باحترافية أخرجت التحدي من عفويته.

إلا أن الحوادث المرورية التي خلفتها، أجبرت بعض الدول على اتخاذ قانون رادع يمنع ممارسة التحدي منها مصر والسعودية اللتان فرضتا غرامات مالية وعقوبة السجن، وكان التحدي انطلق بعد نشر مغن جامايكي فيديو يرقص على آخر أغنيات الكندي “Drake”، التي تحمل اسم “In my feelings”.

وفي تحدٍ آخر، مازال حتى اليوم، كلما وقف إنسان أمام الكاميرا بعد هذا التحدي ليتحدث في أي موضوع كان، لابد من وقوف آخر أمامه، صارخاً “غساااااااان”، ثم يسير وكأن شيئاً لم يكن.

بدأت “صرعة” غسان عندما أعيد نشر فيديو قديم صور منذ أعوام عدة لمراسل قناة سويدية، عبرت أمامه مستوطنة “اسرائيلية” تصرخ “هيرتسل” غير آبهة بوجود الكاميرا أو المراسل أمامها.

وبدأ ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي والمشاهير بنشر مقاطع مشابهة صارخين “غسان” كما ترجم البعض الاسم الذي صرخت به السيدة، ووصل الأمر لدمج من خلال “ريميكس” على يد “DJ” عربي ، وآخرين مضيفين لمستهم الفكاهية على كل ما أمكن من مقاطع درامية وسنيمائية كما جرت العادة.

وأقيم السنة مونديال كأس العالم في روسيا، حاملاً معه مواقف لم تمر مرور الكرام على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منها سقطة نيمار، مارادونا النائم، وقبلة روسية على وجه المراسل المصري، وهناك من تقدم للخطبة والزواج على الأرض الروسية وداخل ملاعبها.

“أكو عرب بالطيارة”، جملة انتشرت بكثرة، وذلك بعد انتشار لعبة القتال “PlayerUnknown’s Battlegrounds” المعروفة بـ”PUBG”، لتغزو حواسيب وجوالات الشباب حول العالم، والشباب العربي أيضاً.

وأشغلت اللعبة بأسلحتها وإصداراتها لمختلف الأجهزة الإلكترونية مختلف مواقع التواصل الاجتماعي العالمية والعربية، وغدا هناك مصطلحات ونكات متعلقة باللعبة، كالعربي منها وبلهجة عراقية ” أكو عرب بالطيارة”.

وسطع نجم لاعب ليفربول المصري محمد صلاح في سنة 2018، حتى غدا واحد من أكثر الأسماء بحثاً على محرك البحث “Google” لهذا العام، ولم يوفر العرب فرصة إدخال الكوميديا على تصرفات صلاح، ليظهر دوماً بمظهر البطل الخارق، وجالب “الفخر” للعرب.

وعن التريندات السورية، عانت العاصمة دمشق خلال السنة المشارفة على الانتهاء من طوفان شوارعها لعدة مرات، وبالرغم من الانهيارات والسيول التي أصابت مناطق مختلفة منها، تحولت المصيبة إلى نكتة جديدة للتداول، حيث بدأت صور كـ”التايتنك في دمشق”، و”روز” ودعت “جاك” الغريق عند جسر فكتوريا مثلاً.

وسمى الدمشقيون زوارق “البندقية” على أسماء خطوط سرافيس وباصات النقل الداخلي، مثلاً زورق المزة جبل كراجات- زورق الدوار الشمالي وهكذا.

كما بدأت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالعمل ضمن هوية بصرية جديدة شملت تغيير “لوغو” مختلف قنواتها، شاملاً التغيير أيضاً في كوادرها وبرامجها بحسب الانطلاقة التي طرحتها.

إلا أن الشعب السوري انقسم ما بين مرحب بالتجديد بعد عشر سنوات عن الهوية السابقة، وما بين ساخر من “اللوغو” الجديد ومعانيه المطروحه وحتى الدورة البرامجية الجديدة خاصة بعد أن ضم برنامجها الصباحي استضافة “بهاء اليوسف وفرقته”.

وجن جنون طلبة الجامعات السورية بعد انتظارهم الطويل للدورة التكميلية التي خرج قرارها، ولكن بالنفي، حيث لم يكن هناك دورة تكميلية إضافية للطلاب، ما أثار موجة من الاستهزاء بالطلبة الذكور على وجه الخصوص، ممن سيذهب “مرغماً” إلى خدمته العسكرية بعد انتهاء تأجيله الدراسي بالقرار السابق.

أما قرار المستنفذين، فمن الواضح أن العام القادم سيحمله معه حتى إشعار آخر، لأن المرسوم عند الوزارة “مازال قيد الدراسة”.

وصدر في عام 2018 المرسوم 16 الناظم لعمل وزارة الأوقاف، وفي الوقت الذي لم يفهم فحواه معظم السوريين، بدأت موجة كبيرة من الهرج والمرج والتضارب على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، واختلاف وجهات النظر التي لم تنفك إلا وتكن “طائفية” بطريقة أو أخرى.

وتزامن توقيت “الموجة” على المرسوم مع موجة أخرى طالت أحد المشايخ، المدعو محمد خير الشعال، بعد نقاش مقاطع فيديو له، حملت معان أزعجت البعض، واضطرت البعض الآخر للدفاع عنها بالرغم من صدورها منذ عدة سنوات.

ولم يبقَ سوري لم يتحضر لمباريات المنتخب أثناء مرحلة التأهل لكأس العالم العام في دورته الأخيرة، ومع تفويت الضربة الحاسمة للتأهل، ضاع حلم السوريين، ليبدأ النوح “الفيسبوكي” والحزن من بعد الأمل الملقى على عاتق لاعبي المنتخب، و”شماتة” القسم الآخر، ممن يفترض أنهم “سوريين”، الذين رأوا محسوبية المنتخب على حساب طرف وليس الآخر.

وأفاق الدمشقيون في أحد الصباحات على خبر أسف لأجله كل من عرف منطقة دمشق القديمة وبابها الشرقي، حيث أغلق الجزء الأيمن منه بجدار إسمنتي لم تعرف قصته لاغياً الهوية والبصمة التاريخية للمنطقة.

وبعد الموجة التي أثيرت حول الجدار، أزيل الجدار الإسمنتي وعاد الباب الشرقي على حاله وشكله القديم، دون توضيحات أو اعتذارات.

ومع كل ما جاء من موجات خلال العام الماضي، من المؤكد أن العام القادم سيحمل أكثر وأكثر موجات الكترونية تفرغ فيها شعوب العالم حسها الفكاهي، وسرعان ما تنسى بعد الموجات التي تليها.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى