زعران من الشرطة اللبنانية يضربون طفلاً سورياً ويسحِّلونه في الشارع
تعرض طفل سوري في مدينة صور بلبنان لأبشع مظاهر التفرقة والكره غير المبرر الذي يظهره “مدَّعو التحضر” من اللبنانيين، ليتم ضربه بشكل سيء و”تسحيله” على الشاطئ.
ويتبادر إلى الأذهان أن تعرض الطفل لهذه الحادثة هو بسبب “زعران” أو ما شباه، لكن الصدمة عند المعرفة بأن من قام بهذا العمل المشين بحق طفل يبيع الورود في الشارع هم عناصر من شرطة البلدية.
ونقلت صحيفة “النهار” اللبنانية، أن “الطفل اسماعيل درويش البالغ من العمر 16 عاماً “تعرض للضرب المبرح مرات عدة، آخرها كان أمس، الخميس، على يدي عناصر من شرطة البلدية”.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن والدة الطفل أن “الشرطة قامت بضرب اسماعيل بشكل مكرر أثناء بيعه الورد في الشارع، و”سحلوه” على شاطئ الرمل”.
وتابعت الأم “بسبب سوء المنظر قام عدد من الأشخاص المارين بالاتصال بالصليب الأحمر الذي قَدِمَ للمنطقة وقاموا بنقل اسماعيل إلى المستشفى اللبناني الإيطالي”.
وسببت الحادثة ردود فعل مستهجنة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ذكرت فيه الصحيفة أن “بعض موظفي شرطة البلدية استنكروا الحادثة، في حين أن رئيسها أغلق هاتفه مع معاونه”.
يذكر أن اسماعيل درويش طفل سوري قتلت طفولته حرب بشعة، كبشاعة “مستضيفيه”، أجبر كآلاف العائلات على مغادرة بلاده ليتحمل حياة أخرى بلا معنى.
وتجلت طفولة اسماعيل بأنه رغم الحرب التي تولد الكره، راح يعيل عائلته من خلال بيعه للورد الذي ينشر الحب.
بينما لم يكن الورد ولا الحرب ولا حتى الإنسانية، بالنسبة “للشرطة اللبنانية المصونة” رادعاً عن إظهار حقدهم المريض الذي عاملوا به طفل صغير.
فهو طفل من المفترض أن يكون على مقاعد الدراسة، لكن نصيبه من هذه الحياة هو نصيب خياله في منام، وجد نفسه منذ صغره معيلاً لعائلته، و لم يعش طفولته ولا حتى مراهقته كما غيره من أبناء جيله.
استأثر اسماعيل رغم كافة المضايقات التي تعرض لها بوروده، إلا أن شوك تلك الورود يبدو أنها ازعجت البعض.
اسماعيل “يخشى العودة إلى الطريق”.. اسماعيل أصبح “يكره الورد”.. اسماعيل “يرفض الكلام”.. لمن سيتكلم وماذا سيقول.. فالكلام للرجال.. ولا رجال أمام اسماعيل بائع الورد.