العاملة الأولى من نوعها.. لاجئة سورية تتخصص بمهنة صيانة الصرف الصحي في الأردن
استطاعت اللاجئة السورية “صفاء سكرية” من تعلم واحدة من أكثر المهن حكراً على الرجال، وهي “السباكة” (صيانة وتصليح الصرف الحصي المنزلي)، لتكون أول لاجئة سورية تحترف المهنة متحدية “ثقافة العيب”.
وتمكّنت السيدة الثلاثينية اللاجئة في الأردن من افتتاح ورشة إصلاح مواسير الحمامات والمطابخ مع مجموعة من زميلاتها بعد أن قامت بتدريبهن على أصول المهنة التي تعلمتها بدورها في مركز لتمكين المرأة بمدينة إربد.
ونقلت جريدة “زمان الوصل” أن “صفاء المتحدّرة من بلدة “عين ترما” بالغوطة الشرقية، درست في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وكانت تدير مشغلاً للإكسسوارات النسائية وصياغة الحلي وأدوات الزينة”.
وفي عام 2012 ومع اشتداد ظروف الحرب “اضطرت للجوء مع أبنائها إلى الأردن وبحثت عن عمل من أجل توفير سبل المعيشة الكريمة لأسرتها المكونة من ثلاثة أبناء، وزوج لحق بالعائلة فيما بعد”.
وبحسب ما قالت صفاء فإنها “علمت بوجود دورة سباكة للنساء، وكانت تظن في البداية أن المقصود بها صياغة الذهب والمعادن و صناعة حلي النساء، غير أنها فوجئت بأن المقصود بالسباكة التمديدات الصحية”.
وأضافت: “رغم ذلك كان لدي دافع لخوض تجربة تعلم هذه المهنة الذكورية ومعرفة أسرارها، علماً أني لم أمسك بحياتي مفتاحاً انكليزياً أو بنسة أو منشاراً”.
وأردفت صفاء “في نهاية الدورة تم تقسيم المتدربات إلى مجموعات من أجل التطبيق العملي الذي امتد لعام ما بين 2016 و2017 حيث اعتادت مع رفيقاتي دخول بيوت الأردنيات وإجراء صيانة التمديدات الصحية بشكل مجاني”.
وبينت صفاء أنها “حصلت بعدها على شهادة مزاولة المهنة بعد خوض الامتحان الخاص بها، مما جعلها مؤهلة لافتتاح مركز خاص بها وبزميلاتها”.
وبالفعل تمكنت السيدة السورية من افتتاح ورشة صغيرة، و اقتصرت الورشة على العنصر النسائي.
وتشمل أعمال الصيانة التي يقدمنها، تركيب الجلايات ومصارف الغسالات الأتوماتيكية والتمديدات الداخلية والخارجية وإصلاح أعطال المرافق الصحية وكل الأعمال المعتادة في هذه المهنة.
ومن ورشة صغيرة انتقلت صفاء مع رفيقاتها إلى مركز واسع أطلقن عليه اسم “مجموعة صفاء للصيانة”.
ويضم المركز مكتباً للتدريبات، حيث يحتوي عشرات العدد والمستلزمات والأدوات التي تتطلبها مهنة السباكة، وقسماً للمهن غير التقليدية.
وتنوي صفاء “تنظيم دورة للسيدات على مهنة التمديدات الكهربائية والصيانة بعد حصولها على ترخيص معهد أكاديمي لتدريب السيدات على المهن غير التقليدية”.
ولفتت صفاء إلى أن “نظرة الاستغراب لمزاولتهن هذه المهنة لا زالت قائمة رغم مرور أربع سنوات على بداية مشروعها، لكونها مهنة غير مألوفة للنساء”.
وكشفت صفاء أنها “واجهت في بداية ممارستها لهذه المهنة تحديات جمّة، لكنها تمكنت من تجاوزها وكسر النظرة النمطية حيال هذه المهنة وتشجيع النساء على مزاولتها للاستفادة منها في تدبير أمورهن المنزلية إن لم يردن العمل بها”.
يذكر أنه، وبحسب تقرير لمركز “الفينيق” الأردني، فإن مشاركة المرأة في سوق العمل الأردني لا تتعدى نسبته الـ 12% فقط.
تلفزيون الخبر