“وداعاً للتيتانيوم”.. طبيب سوري بجامعة تشرين يحصل على براءة اختراع في علم زراعة الأسنان
نال الدكتور نزيه عيسى أستاذ التعويضات لزراعة الأسنان في كلية طب الأسنان بجامعة “تشرين” براءة اختراع في مجال علوم زراعة الأسنان صادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك باعتبارها الجهة الوحيدة المخوّلة منح براءات الاختراع.
وحول ماهية الاختراع غير المسبوق محلياً وعالمياً ومراحل نضوجه، قال عيسى لتلفزيون الخبر: “براءة الاختراع التي حصلت عليها جاءت ثمرة العديد من التجارب والأبحاث التي استمرت لسبع سنوات بهدف العثور على تصميم جديد لزراعة الأسنان”.
وأضاف عيسى: “منذ عام 1981 تستخدم مادة “التيتانيوم” في زراعة الأسنان، إذ تسيطر على السوق باعتبارها المادة الوحيدة المستخدمة في زراعة الأسنان إلا أنه عبر السنوات بدأت تظهر بعض عيوب هذه المادة المزروعة بالعظم”.
وشرح الدكتور أنه “رغم أن المادة كانت معروفة بأنها خاملة كيميائياً وكهربائياً ولا تتفاعل مع اللعاب و ليس لها سمية أو أية حساسية، لكن تبين فيما بعد أنها لا تخلو من بعض الآثار السلبية مثل تهيج الغشاء المخاطي وحساسيته”.
وتابع “ناهيك عن تعرضها للأكسدة باعتبارها مادة معدنية تحدث زُرقَةً في اللثة وتراجعها مع الوقت”.
وتابع عيسى: “عيوب مادة “التيتانيوم” دفعتني إلى البحث في التصاميم القديمة وتلافي العيوب حتى تمكنت من اكتشاف تصميم جديد من مادة “الزيركونيا” التي تتمتع بالكثير من المزايا الإيجابية”.
وبين عيسى أن “الزيركونيا هي مادة سيراميكية مكونة من الأحجار الكريمة، وتم استخدامها في مجال صناعة المفاصل الصناعية”.
وحول مزايا المادة، أكد عيسى أنها “صحية وتجميلية بنفس الوقت وذلك لأن لونها أبيض بلون الأسنان وليس لها أي تأثيرات سلبية أو تحسسية على الفم، كما أنها غير قابلة للأكسدة وتساعد على استقرار اللثة صحياً وجمالياً”.
وأشار الدكتور إلى أن “هذه المادة مقبولة حيوياً ومماثلة للمواد الطبيعية وتتحمل قوى المضغ و الضغط، و لا تؤدي إلى تراجع اللثة أو أذيتها”.
وأردف: “تتمتّع مادة “الزيركونيا” بسطح سيراميكي ناعم يجعل عملية تنظيفها والعناية الصحية بها سهلة ولا تنبعث منها رائحة كريهة كما تحافظ على سلامة النسج والفم وصحتها”.
ولفت عيسى إلى أنه “من مزايا المادة أيضاً أن الشخص الذي يضعها يستطيع إجراء تصوير الرنين المغناطيسي بخلاف من يضع مادة التيتانيوم، لأن المادة الجديدة غير معدنية ولا تتأثر بالأشعة المغناطيسية”.
وبعد الحصول على براءة الاختراع، أردف عيسى أنه “بدأت رحلة البحث عن مستثمر يقتنع بالاختراع ويبدي استعداده لطرح رأسمال لا بأس به لإقامة معمل لتصنيع مادة “الزيركونيا” لتغطية حاجات السوق المحلية وربما الخارجية أيضاً”.
ويأمل الدكتور أن يحظى “بمستثمر محلي يتلقف الاختراع قبل انقضاء مهلة ثلاث سنوات التي تمنحها الوزارة للمخترع لضمان ملكيته للاختراع”، مشيراً إلى أن “المستثمر يجب أن يكون صاحب نفس طويل يستطيع أن يصبر عاماً كاملاً حتى يجني أرباح المشروع”.
وشرح عيسى أن “العمل خلال العام الأول بعد إقامة المعمل سيكون متركزاً على عمليات التحضير والتجهيز وضبط المقاييس واستيراد الأجهزة والآلات اللازمة، وفي العام الثاني سيبدأ المعمل بطرح الأرباح”.
وفي الوقت نفسه، لم يخفِ عيسى نيته “عرض اختراعه في الصين في حال لم ينجح بالعثور على مستثمر يمنح الاختراع ترياق الحياة داخل سوريا ويجعله يعود بالنفع على المرضى وعلى الاقتصاد الوطني، كون مثل هذه الصناعة محصورة حالياً بالدول المتطورة التي تصنع وتسوّق لزراعات الأسنان”.
ويبقى السؤال حالياً: “هل سيحظى هذا الاختراع بمستثمر يليق به أم أنه سيضاف لسلسلة الاختراعات التي اختزلت في شهادات وجُمّدت ضمن “براويز” فخمة معلّقة على جدران منازل ومكاتب المخترعين للذكرى فقط؟!”.
صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر