عفرين السورية ساحة اختبار: حشود وقصف “كلامي” متبادل بين جيش الاحتلال التركي وقوات “قسد”
بدأت قوات الاحتلال التركية بنشر قوات مراقبة في ريف حلب وإدلب في 12 تشرين الأول الفائت وفقاً لاتفاق أستانا، بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة ومتوالية على مدى الأشهر الأخيرة على الحدود القريبة من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة “وحدات الحماية الكردية”، حيث دخل عدد من الجنود الأتراك الأراضي السورية مؤخراً من بلدة كفرلوسين الحدودية شمال إدلب لاستلام نقطتين تطلان على “الوحدات الكردية”.
الأولى تلة استراتيجية بالقرب من قرية صلوة شمال إدلب والثانية في منطقة قلعة سمعان غرب حلب، وتطور لاحقاً إلى نقطة ثالثة في منطقة الشيخ عقيل غرب حلب أيضاً.
وأكد مصدر ميداني لتلفزيون الخبر أن النقطة الأولى والنقطة الثانية أنشاتهما تركيا سوياً وتضمّان أكثر من 200 جندي تركي مع آلياتهم المدرعة والعادية وعددها 40 آلية ومدرعة.
وأضاف المصدر “النقطة الثالثة تم إنشاؤها مؤخراً وتتألف من 13 آلية من بينها 5 من نوع bmp ورشاشين متوسطين بالإضافة الى خمس آليات للحفر ترافقهم سيارة إسعاف وصهريج للوقود و 90 جندياً تركياً.
واشار المصدر إلى أن هذه الإعداد ستكون شبه ثابتة في النقاط على أن تقوم قوات أخرى بالدخول وتبديلها كل فترة على مبدأ (دوام – اجازة).
وبين المصدر أن “اللافت في الأمر هو مرافقة “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً” لقوات الاحتلال التركية كنوع من توفير الحماية لها، وهو ما يفسر الانسجام الكبير والتفاهمات بين الطرفين.
تركيا من جانبها، عللت نشر هذه القوات بانها ترسيخ لوقف إطلاق النار وتوفير الأمن للمدنيين! وكان الرئيس التركي “اردوغان ” صرح قبل عدة أيام “بانه يجب “تطهير” منطقة عفرين من “الوحدات الكردية” وأضاف أن تركيا ستكمل عملية شمال سوريا لتحرير عفرين وتسليم منبج لأصحابها الأصليين”.
بدورها، قالت “الوحدات الكردية” إنها “سترد بكل قوة على أي هجوم يشنه جيش الاحتلال التركي على منطقة عفرين وناشدت هيئة العلاقات الخارجية التابعة لـ “الواحدات الكردية” المنظمات الدولية ذات الشأن بتحمل مسؤولياتها ازاء المنهجية التركية ضد عفرين”.
وشهدت المنطقة قصفاً متبادلاً بقذائف الهاون بين “قسد” وقوات الاحتلال التركي يوم الاثنين الماضي دون وقوع إصابات بشرية في مؤشر على أن الجانبين يختبران بعضهما البعض.
وكالة الأناضول نشرت تقريراً اول أمس يقول إن “امريكا سلمت 120 عربة مدرعة للوحدات”، واضافت الوكالة “العربات دخلت عن طريق معبر حدودي بين سوريا والعراق وأنها في طريقها إلى عفرين في محاولة من الوكالة لشرعنة القصف التركي الذي حدث أو الذي يمكن أن يحدث مستقبلاً.
“الوحدات الكردية” ردت على طريقتها عبر نشرها تسجيلاً مصوراً عبر مُعَرفاتها الرسمية يظهر رتلاً عسكرياً لعشرات الآليات المصفحة والدبابات في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا وعنونته بـ “التضامن مع مدينة عفرين” وقال أحد “القياديين” الذي ظهروا في التسجيل أن “حسابات أردوغان خاطئة وسوف يخسر في حال دخل المواجهة مع الوحدات الكردية وعليه ان يعرف بان عفرين ليست وحيدة”
فهل سوف نشهد عملية أخرى لقوات الاحتلال التركية كـ “درع الفرات” سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
فراس عمورة – تلفزيون الخبر