اقتصاد

“عاشوري مال حلب” من الـ 100 للـ 4000 ليرة سورية

يعد ارتفاع الأسعار أحد الآثار القاسية للحرب التي تعيشها سوريا طيلة الست سنوات الماضية، ومن دولار الـ 50 لدولار الـ 60، فإن ارتفاع أسعار المواد يعتبر أمراً طبيعياً، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يطال هذا الارتفاع الفستق الحلبي بشكل كبير جداً وصادم للبعض.

وبلغ سعر كيلو الفستق الحلبي في أسواق حلب 4000 ليرة سورية، علماً أن السعر لم يكن يتجاوز قبل الحرب الـ 150 ليرة سورية، وأثناء الحرب أيضاً وصل لـ 500 أو 600 ليرة سورية كحد أقصى.

إلا أن هذا الموسم للفستق الحلبي شهد ارتفاعاً كبيراً في السعر، يعتبر رقماً قياسياً، ليبدأ موسم بيع الفستق بسعر 1500 ليرة سورية للكيلو، وليواصل الارتفاع وصولاً لـ 4000 ليرة سورية للكيلو.

ويستذكر المواطنون الفستق الحلبي “أيام زمان” بـ 100 ليرة سورية فقط، مع طقس “طقطقة الفستق” بالشوارع، حيث كان أي شخص يستطيع أن يحصل على “كمشة فستق” بالجيب له ولرفاقه بـ 25 ليرة سورية.

وارتفاع سعر الفستق الحلبي حرم العديد من الأشخاص منه هذه السنة، كما أن عدة مأكولات ومعجنات وحلويات كان الحلبيون يتفنون بها عبر الفستق الحلبي، استغني عنها بسبب التكلفة الزائدة.

وعن “المونة” والتمليح للفستق الحلبي الذي كان معظم أهالي مدينة حلب يقومون به، فتوقف أيضاً هذا الموسم، وقلة قليلة هم من باستطاعتهم تحمل سعر العاشوري في هذه الأيام، بعد أن كان متوفراً في أيدي الكبير والصغير قبل الحرب.

وكانت زراعة الفستق الحلبي تضررت بشكل كبير في سوريا نتيجة توقفها بسبب الحرب وسيطرة المسلحين المتشددين على العديد من مناطق الأرياف التي كانت مشهورة بزراعة الفستق.

وعمد المسلحون أيضاً إلى تهريب الإنتاج من الفستق الحلبي في المناطق التي يسيطرون عليها لخارج القطر، وخصوصاً بلدة مورك التي تعد مركز زراعة الفستق الحلبي في سوريا.

وسببت التنظيمات المسلحة بذلك خسائر كبيرة للاقتصاد السوري، علماً أن سوريا كانت تعد واحدة من أكبر مصدري الفستق الحلبي، ناهيك عن عدم توفر المادة الأمر الذي ساهم بهذه الارتفاعات الكبيرة في الأسعار.

والفستق الحلبي العاشوري الملقب بـ “مال حلب” سمي بهذا الاسم نسبةً إلى شجرة الفستق التي اشتهرت مدينة حلب قديماً بزراعتها، إلا أن محافظة حماة هي التي تعد أكبر منتج للفستق الحلبي في سوريا.

وتعد بلدة مورك شمال حماة، الواقعة تحت سيطرة المسلحين المتشددين، مركز زراعة الفستق الحلبي، وأكبر منتج له في سوريا، حيث تبلغ مساحة أراضيها نحو 68 ألف دونم مغروسة كاملة بأشجار الفستق الحلبي.

وبحسب مصادر إعلامية، يبلغ عدد أشجار الفستق الحلبي في قرية مورك “نحو 800 ألف شجرة منها نحو 750 ألف شجرة مثمرة ومنتجة” يقوم المسلحون المتشددون كما ذكرنا سابقاً باستغلال محصولها وبيعها للخارج معتبرين أنها “غنائم”.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى