محليات

رشيد عبدالكريم بصيلة ابن الحسكة الذي قدم ابنه الوحيد كرمو شهيداً للوطن

“أبو كرمو” المواطن السوري وابن حي غويران في مدينة الحسكة رجلاً من الرجال الذين عاهدوا فصدقوا، قدم لبلده أغلى ما يملك ابنه الوحيد وفلذة كبده فداءً للوطن الذي عشق و أحب.

رشيد عبدالكريم بصيلة، البالغ من العمر 50 عاماً، هو والد الشهيد حاج عبد الكريم، الملقب “حاج كرمو”، تولد 1997، الذي سقط شهيداً في يوم 4 – 7 – 2016 في حي النشوة ولم يبلغ التاسعة عشر من عمره، في الاشتباكات التي حدثت بين عناصر الجيش العربي السوري والقوات الرديفة من طرف و قوات “الأسايش” من طرف آخر.

وقال والد الشهيد لتلفزيون الخبر أن “ابنهم الوحيد “كرمو” تطوع للدفاع عن وطنه مع إحدى الجهات الأمنية بمدينة الحسكة في 21 – 2 – 2015، وخاض العديد من المعارك جنباً إلى جنب مع قوات الجيش العربي السوري خصوصاً في مواجهة تنظيم “داعش” الذي حاول احتلال مدينة الحسكة في نهاية العام نفسه”.

وتابع رشيد بصيلة، خلال زيارته لمكتب تلفزيون الخبر، أن “ولده الوحيد له خمس شقيقات وهو غير مطلوب للخدمة الإلزامية باعتباره معفي منها وفق الأنظمة و القانون، ولكنه رفض أن يكون شاهد زور على تدنيس أرضه وعرضه كان دائماً يقول “لن يدخلوا مدينتنا إلا على جثثنا”.

وأردف الوالد الخمسيني بصوت يحوي غصة عميقة “اليوم مر أكثر من عام وشهرين على استشهاد والدي ولم يتذكرني أحد سواءاً من الجهات المعنية والحكومية، وكل ما حصلت عليه هو مبلغ 200 ألف ل.س كتعزية من الجهة التي كان يقاتل معه ابني، و مبلغ 20 ألف ل.س كتكريم من هيئة رعاية أسر الشهداء التابعة لفرع حزب البعث”.

و أشار والد الشهيد إلى أنه “قام بنفسه بإسعاف ابنه الشهيد في ذلك اليوم بسبب قطع قوات “الأسايش” طريق الحسكة – القامشلي أمام سيارات الإسعاف الحكومية والعسكرية وذلك من خلال استئجار سيارة خاصة بمبلغ 35 ألف ل.س، وقبله قمنا بشراء أكياس الدم له بقيمة 21 ألف ل.س، خلال تواجده في أحدى المشافي الخاصة بمدينة الحسكة، إضافة لتكفله بمراسم عزاء والده والتي بلغت 300 ألف ل.س”.

وأوضح رشيد بصيلة لتلفزيون الخبر أن “ولده لم يعتبر حتى هذه اللحظة “شهيداً” في سجل الخالدين باعتباره مواطن مدني من قبل السلطات المعنية”، مضيفاً “ولم نحصل على بطاقة الشرف الخاصة بذوي الشهداء، وهو ما أطالب به، هو حقي وحق والدي القانوني و الأخلاقي”، علما أنه كان يحمل طلبا موجه لرئيس الجمهورية لإرساله في البريد لهذه الغاية.

وأشار والد الشهيد خلال حديثه إلى أنه “فقير الحال و اعمل حالياً حارس ليلي في منطقة سوق الهال بيومية مأجورة قدرها 1000 ل.س، أي بشهرية تصل إلى 30 ألف ل.س والتي ادفع منها بحدود العشرة آلاف ليرة سورية كأجرة منزلي و سعر “الامبيرات” الكهربائية من المولدة الخاصة في الحي”.

وطالب والد الشهيد الجهات المعنية والحكومية بإيجاد وظيفة دائمة له ليستطيع سد مصروف عائلته المكونة من زوجته، غادة الجلعود، التي تعاني من أمراض تنفسية و تحتاج لتركيب شبكة قلبية طبية للقلب، لا يملك من سعرها “ليرة واحدة”، إضافة للبنات الخمس، مطالباً على أن يحصل على موافقة افتتاح كشك صغير ليعتاش منه.

عطية العطية – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى