تنظيم “داعش” يعيش أيامه الأخيرة في ريف سلمية الشرقي
يعيش تنظيم “داعش” أيامه الأخيرة في ريف مدينة سلمية الشرقي، بعد التقدم الكبير لقوات الجيش العربي السوري و القوات الرديفة في المنطقة.
وبدأت قوات الجيش العربي السوري حملة عسكرية ضخمة في ريفي حماة وحمص الشرقيين منذ نهاية أيار 2017 وانطلاقاً من عدة محاور للقضاء على تنظيم “داعش” وتحرير الريف الشرقي للمحافظتين كاملاً.
وكان “داعش” سيطر على مساحات شاسعة من ريف مدينة سلمية الشرقي منذ عام 2013، وباتت قرى فريتان و بري الشرقي والمفكر وعقارب والمبعوجة تمثل الحدود الشرقية لمحافظة حماه تاركة بعدها عدداً كبيراً من القرى حتى عمق البادية السورية الخاضعة لعناصر التنظيم.
وشكل التنظيم، الموضوع على لوائح الارهاب العالمية، على الأراضي التي سيطر عليها “ولاية حماه”، وأسس مقراته ومعسكراته ومستودعاته وبنى متاريسه وتحصيناته، وشرد الأهالي من قراها وأخضع من بقي من قرى البدو لحكم “الدولة الاسلامية”.
وقام عناصر التنظيم خلال فترة وجودهم في الريف الشرقي بشن العديد من الهجمات بهدف الوصول الى مدينة سلمية بسبب موقعها الجغرافي الهام لقطع شمال سوريا عن جنوبها، كما ارتكب التنظيم العديد من المجازر كان أبرزها مجزرتي عقارب والمبعوجة.
وقام عناصر التظيم باستهداف مدينة سلمية وقراها بالصواريخ وقذائف الهاون بشكل متكرر، وكان اول استهداف لمدينة سلمية بالصواريخ من الجبهة الشرقية بتاريخ 18 أيار واثناء هجوم المسلحين على قرية عقارب وارتكابهم للمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من خمسين مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء.
وتكرر استهداف المدينة بالصواريخ بشكل متقطع لتزداد وتيرته بعد تحرير ناحية عقيربات المعقل الرئيسي للتنظيم ليصبح الاستهداف شبه يومي مما شكل حالة من الرعب لدى أهالي المدينة وخاصة الحي الشرقي منها والذي ناله معظم صواريخ التنظيم.
وقال السيد علي عبيدو، أحد أهالي المدينة لتلفزيون الخبر “لم يكن للصواريخ وقت محدد وكان معظم ضحاياها هم الأطفال، وبسبب الصواريخ غادر معظم أهالي الحي الشرقي بيوتهم وسكنوا عند أقربائهم في الأحياء الأخرى وبعض الأهالي لم يقوموا بإرسال أطفالهم إلى المدارس، منذ يومين سقط صاروخ بقرب أحد المدارس ولولا حماية الله لكانت حصلت مجزرة حقيقية”.
وأدى احتلال التنظيم للريف الشرقي لمدينة سلمية لتشريد مئات العائلات وحرمانهم من مصدر رزقهم الأساسي، وقال أبو عدنان من سكان قرية المفكر الشرقي لتلفزيون الخبر “صمدنا في قريتنا لعدة سنوات ضد هجمات التنظيم، كانت تبعد نقاط المسلحين عن القرية مئات الأمتار”.
وأضاف أبو عدنان “عانينا كثيراً من استهداف القرية بقذائف الهاون والدبابات ومن خطر دخول المسلحين الى القرية، كانت اشتباكاتنا يومية مع عناصر التنظيم كنا نقف نحن الأهالي مع عناصر الجيش والدفاع الوطني المرابطين على حدود القرية الشرقية والشمالية”.
وأكمل أبو عدنان “مصدر الدخل الأساسي لمعظم أهالي القرى الشرقية هو العمل بالزراعة وتربية المواشي، معظم أراضينا تحت السيطرة النارية للمسلحين ولم نتمكن طيلة السنوات الماضية من الاستفادة من أراضينا”.
وتحدث أبو علي، من قرية أبو حبيلات، لتلفزيون الخبر “فرحنا عندما سمعنا بقدوم قوات الجيش العربي السوري لتحرير قرانا، و جهزنا العدة للعودة وكنا ننتظر منذ بداية الحملة من أكثر من ثلاثة اشهر خبر تحرير قرانا”، مضيفاً “ثقتنا كبيرة بالجيش ومتفائلين بالخير”.
يذكر أن قوات الجيش العربي السوري كانت حررت في وقت سابق بلدة عقيربات، التي كانت تعد أهم معاقل تنظيم “داعش” في ريف سليمة الشرقي، وذلك ضمن العملية العسكرية التي يقوم بها.