حي الخالدية بحلب .. من أيقونة للحياة إلى مدينة أشباح
تكاد شوارع حي الخالدية في مدينة حلب تخلو من المارة إلا للضرورة القصوى، و في الليل تبدو وكأنها مدينة أشباح ، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير من أهالي الحي بسبب القصف المكثف من قبل الجماعات المسلحة من جهةحي بني زيد.
من يعرف حي الخالدية قبل الأزمة يقول أنه الحي الذي لاينام، المليء بالحياة وبسطات الخضار ومحلات اللحوم والمقاهي وزحمة السكان والمارة، إلا أن الحرب غيّرت معالمه وحولته إلى حي مخيف أكل الموت منه معظم الحياة.
لايخلو شارع أو بناء من قصةٍ عن موت أو دمار والكثير الكثير من الذكريات المؤلمة لدى سكان الحي البسطاء، الذين آثروا البقاء في منازلهم رغم الخطر المحيط بهم خوفاً من سرقتها ومنهم لايملك خياراً آخر للسكن خارج منزله.
أبو محمد أحد سكان الحي قال لتلفزيون الخبر” إن القذائف التي تطلقها الجماعات المسلحة طالت معظم شوارع وأبنية الحي، لم تبقِ حجر على حجر، وحولت حي الخالدية إلى أحد الأحياء الأكثر خطورة في حلب، بعدما كان الحي الذي يضج بالحياة والسهر”.
وتابع ” شهد الحي خلال السنتين الماضيتين نزوح مئات العائلات وخاصة القاطنين في منطقة مساكن الخالدية، منهم خرج إلى المدن الساحلية ومنهم استأجر في أحياء أكثر أماناً مثل الموكامبو والسبيل وشارع النيل والشهباء” .
من جهة أخرى يعتبر حي الخالدية من الأحياء المتاخمة لخطوط التماس بين الجيش العربي السوري والجماعات المسلحة من جهة معامل الليرمون، ما يجعله أكثر خطراً على حياة المدنيين إذ شهد الحي عدة هجمات من قبل المسلحين تصدى لهم عناصر الجيش، فضلا عن أنه كان الحصن المنيع أمام هجمات المسلحين.
عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الأطفال والشيوخ والنساء، ومازالت الجماعات المسلحة تصنع الموت الذي يتربص أهالي الحي في كل لحظة، عبر إطلاق القذائف المتفجرة يومياً