العناوين الرئيسيةمجتمع

ما هو جبر الضرر وكيف يتم تطبيقه في إطار العدالة الانتقالية ؟

هو مصطلح يشير إلى تعويض الأفراد أو الجماعات عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة الانتهاكات التي تعرضوا لها، سواء كانت في سياقات سياسية، اجتماعية، أو اقتصادية.

 

ويهدف جبر الضرر إلى تصحيح الأذى الناتج عن تلك الانتهاكات، وتعزيز المصالحة والتعايش السلمي بين الأطراف المتنازعة، خاصة بعد الحروب أو الأنظمة الاستبدادية التي تسببت في تلك الأضرار.

 

ويتضمن جبر الضرر تعويضا ماليا أو توفير خدمات علاجية، اجتماعية، أو قانونية للأفراد أو الجماعات المتضررة.

 

متى يُستخدم مصطلح “جبر الضرر”؟

 

يُستخدم مصطلح “جبر الضرر” في السياقات التي تتبع فترات من الصراع أو الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. يرتبط هذا المصطلح عادةً بالعدالة الانتقالية، وهي مرحلة من الانتقال من الأنظمة الاستبدادية أو الحروب إلى السلام

 

ويكون الهدف تحقيق العدالة للضحايا وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف أطراف المجتمع.

 

أشكال جبر الضرر:

 

 التعويض المالي:

يشمل دفع تعويضات مالية للأفراد أو الأسر المتضررة لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، مثل الإصابات البدنية أو فقدان الممتلكات.

 

إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي:

يشمل تقديم خدمات دعم نفسي وعلاج للضحايا الذين تعرضوا للصدمات النفسية نتيجة الانتهاكات، مثل برامج الدعم النفسي للناجين من التعذيب أو الحروب.

 

الإصلاحات القانونية والمؤسسية:

قد يتضمن جبر الضرر تغييرات في القوانين أو السياسات التي تضمن حماية حقوق الإنسان ومنع حدوث الانتهاكات مرة أخرى. يشمل ذلك إنشاء محاكم خاصة للنظر في الجرائم ضد الإنسانية، وتطوير آليات لتعزيز العدالة الاجتماعية.

 

الاعتراف والاعتذار الرسمي:

يعد الاعتراف بالانتهاكات وتقديم اعتذار رسمي من قبل الدولة أو الأطراف المسؤولة عن تلك الانتهاكات جزءاً من عملية جبر الضرر. قد يتضمن ذلك إنشاء لجان الحقيقة والمصالحة التي تهدف إلى كشف الحقائق والاعتراف بالظلم.

 

إعادة بناء المجتمع:

يتضمن ذلك برامج تهدف إلى إعادة تأهيل المجتمع بأسره بعد الصراعات، مثل التعليم، تمكين المرأة، وتعزيز الحوار بين مختلف الفئات المجتمعية. يساعد ذلك في خلق بيئة مستدامة من السلام والتعايش المشترك.

 

أمثلة عن تطبيق جبر الضرر في بناء السلم الأهلي في دول عدة:

 

جنوب أفريقيا:

بعد نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، أنشأت حكومة جنوب أفريقيا لجنة الحقيقة والمصالحة التي عملت على جبر ضرر ضحايا النظام. تضمنت التعويضات المالية، خدمات الصحة النفسية، وبرامج إعادة التأهيل. كما تم الاعتراف بالانتهاكات في تقرير رسمي وتم تقديم اعتذار من الدولة.

 

شيلي:

بعد سقوط ديكتاتورية أوغستو بينوشيه، أُسِّسَت اللجنة الوطنية للعدالة والمصالحة التي عملت على جبر الضرر للضحايا من خلال تعويضات مالية وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الانتهاكات مثل التعذيب والاختفاء القسري.

 

سيراليون:

في سيراليون بعد الحرب الأهلية (1991-2002)، تم تطبيق جبر الضرر من خلال آليات العدالة الانتقالية التي شملت تقديم تعويضات مالية، وإعادة تأهيل ضحايا النزاع، وإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.

 

كولومبيا:

في كولومبيا، وضمن اتفاقيات السلام بين الحكومة والمتمردين في 2016، تم تطبيق جبر الضرر من خلال برامج تعويض مالية وإعادة تأهيل اجتماعي، بالإضافة إلى إنشاء مركز للمصالحة يقدم الدعم للضحايا. كما شملت برامج لتقديم اعتذار رسمي من جميع الأطراف المعنية.

 

وتوضح التجارب أن جبر الضرر يعد أداة فاعلة في بناء السلم الأهلي وتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات التي مرت بتجارب مؤلمة من الصراعات أو الانتهاكات.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى