العناوين الرئيسيةسياسة

ما الفرق بين اللجوء السياسي والإنساني؟

نصّت التعاريف الدولية على أن حق اللجوء هو مفهوم قضائي يقوم على إعطاء الشخص الذي يتعرّض للاضطهاد بسبب رأيه السياسي أو معتقده الديني أو عرقه أو جنسه أو جنسيته أو مشاركته في أنشطة ذات طابع معيّن الفرصة للتعبير عن آراءه أو ممارسة طقوسه في بلد آخر ذو سيادة يضمن له ذلك.

تاريخ اللجوء

عُرفت فكرة اللجوء منذ القدم، إذ ظهرت من عهود الإغريق والفراعنة والرومان وكانت تقوم على حماية المضطهدين من القتل أو التعذيب.

ومع تطوّر القوانين وظهور الأمم المتحدة تضمّن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 حقوق اللاجئين، إضافةً للاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين عام 1951، وكذلك البروتوكول الخاص بوضع اللاجئين عام 1967.

أنواع اللجوء

ظهر نوعين أساسيين لأسباب اللجوء، الأول هو اللجوء الإنساني، والثاني اللجوء السياسي، ولكل منهما شروط منفصلة عن الآخر، أقرتها وضمنت نتائجها القوانين والأعراف الدولية.

اللجوء الإنساني

شرحت القوانين الدولية اللجوء القائم على أسباب إنسانية بأنه “الحماية التي تمنح لشخص ما من قبل دولة غير دولته الأصلية نتيجة تعرّضه للعنف أو الاضطهاد أو السجن أو خطر الموت في البلد الذي ينتمي إليه لذلك يبحث عن حماية”.

وبحسب القوانين “لا يُعتبر اللجوء أمراً مُلزماً وقانونياً للدولة التي لجأ إليها الشخص، حيثُ يحقُ لها أن ترفض طلب اللجوء إذا لم يحقق شروط اللجوء لديها”.

كما “يُسمح لمقدّم طلب اللجوء الإنساني الحصول على اللجوء حتّى لو أظهرت حكومة بلاده أن الخطر عليه انتهى وأنه لن يكون هناك اضطهاد ضدّه أو ضد أمثاله في المستقبل”.

ويتعيّن على مقدّم طلب اللجوء الإنساني “إثبات أسباب مقنعة لعدم رغبته أو عدم قدرته على العودة إلى بلاده نتيجة لخطورة الاضطهاد الذي تعرّض له في السابق”.

وهناك عدة مبادئ تحكم حق اللجوء الإنساني أهمها مبدأ “عدم الرد أو عدم الإبعاد”، والذي يعني عدم جواز طرد أو إرجاع اللاجئ إلى دولته التي تكون حياته مهددة فيها، وذلك بغض النظر عن حصوله على صفة اللجوء الرسمية أم لا.

ومبدأ “عدم جواز فرض العقوبات” القائم على عدم فرض العقوبات على طريقة دخول اللاجئ إلى الدول سواء كانت شرعية أم لا، ومبدأ “عدم التمييز” الذي يقوم على معاملة جميع اللاجئين على حد سواء دون تمييز لأي سبب، ومبدأ “الطبيعة الإنسانية لحق اللجوء” ما يعني أن اللجوء حق طبيعي وسلمي للإنسان ولا يجب اعتباره عملاً غير ودّي.

اللجوء السياسي

وضعت القوانين الدولية أسس تتعلّق باللجوء لأسباب سياسية، إذ يُمنح حق اللجوء السياسي للشخص الذي يخشى للتعرّض للعقاب أو الموت نتيجة آرائه السياسية أو نشاطه أو مركزه السياسي.

ويُمنح اللجوء السياسي بشكلٍ دائم، ويسمح للمستفيد منه بالعيش والعمل في البلد المضيف، كما يمكن أن يحصل على حقوق المواطنة وحماية قانونية في البلد المضيف، ويُحظر تسليم اللاجئ السياسي لأي مساءلة قانونية أو محاكم دوليّة.

الفرق بين اللجوء السياسي والإنساني

بيّنت القوانين الدولية أن اللجوء السياسي يُمنح للناشطين السياسيين والشخصيات المشهورة والمشاركين بالاحتجاجات الشعبية والعاملين في مجال توثيق الانتهاكات في بلدانهم والقادة المنشقين عن جيوشهم أو حكوماتهم والرؤساء الهاربين أو المتنحين عن السلطة ويكون بقرار سياسي من الدولة التي تمنحه.

أما اللجوء الإنساني فيُمنح للأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعرّضهم لانتهاكات حقوق الإنسان، ويُمنح وفق شروط محددة.

كما تُعالج طلبات اللجوء السياسي بشكلٍ أسرع من طلبات اللجوء الإنساني، ويُمنح صاحب الطلب السياسي مساعدات مالية أكبر من نظيره اللاجئ الإنساني.

ومنحت روسيا حق اللجوء الإنساني للرئيس السابق بشار الأسد وعائلته بناءً على قرار شخصي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد فرار الرئيس السابق من سوريا إثر سيطرة المعارضة على البلاد.

وأثار منح روسيا للرئيس السوري السابق حق اللجوء اعتراض دولي سيما من الدول الغربية، التي طالبت بتسليمه للعدالة لمعاقبته على انتهاكاته.

فيما شرح بعض القانونيين أن منح “بوتين” حق اللجوء للرئيس السوري السابق لا يُلزم الحكومة الروسية في حال قررت تسليمه للمحاكمة الدولية، لأنه جاء بقرار شخصي وليس قرار دولة أو حكومة.

يُذكر أن الرئيس السابق بشار الأسد هرب رفقة عائلته من سوريا صباح الأحد 8 كانون الأول الجاري بعد سيطرة المعارضة على البلاد، ليُنهي بذلك أكثر من 6 عقود لحكم “البعث” لسوريا و 54 عاماً من حكم آل “الأسد”.

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى