هيغوايين ليس مارادونا .. ويوفنتوس لم يعد كالسابق
حتى اليوم مازالت جماهير نابولي تغني أغنيتها الشهيرة لدييغو أرماندو مارادونا “أمي يا أمي، هل تعرفين لماذ يدق قلبي؟ لقد رأيت مارادونا، لقد وقعت في الحب يا أمي..”.
عاشت جماهير نابولي قصة حب لا مثيل لها مع أسطورة الأرجنتين، وقد عادوا ليغنوا نفس الأغنية مع الجولة الأخيرة من الموسم الماضي.
واستبدلوا اسم مارادونا بهيغوايين، كانوا يرغبون في أن يعيشوا نفس القصة مع “البيبيتا” الذي سجل هاتريك في مرمى فروزينوني، ليحطم رقمًا قياسيًا فشل حتى مارادونا في تحقيقه بتسجيله 36 هدفًا في موسم واحد.
وعندما جاء مارادونا إلى نابولي كسر الفجوة بين الشمال والجنوب الإيطالي، ووضع نابولي بقوة الخارطة وصنع تاريخه، لذلك فهم يُقدسونه، أعلامه لا تزال ترفرف في المدرجات، صوره على الجدران وفي الشوارع، القميص رقم 10 جُمد لأجله.
وفي عام 1990 اتصل مالك ميلان سيلفيو بيرلسكوني بمارادونا وعرض عليه الانضمام إلى ميلان مقابل رواتب خيالية،و كان رد مارادونا واضحًا “لا يُمكنني اللعب لفريقٍ إيطالي غير نابولي، لا يُمكنني خيانة آمال جماهير نابولي”.
لكن هيغوايين قبل ما رفضه مارادونا ، لغة المال ومجد البطولات لا مجد الجماهيرية حسمت الأمر، وانتقل هيجوايين إلى يوفنتوس في صفقة جعلته ثالث أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
ويمكن تحليل صفقة هيغوايين من عدة جوانب، الجانب غير المرئي منها أن يوفنتوس استهدف إضعاف أبرز منافسيه الموسم الماضي نابولي بنزع سلاحه الأول منه وضمه.
وهنا ضرب يوفنتوس عصفورين بحجر واحد، عزز صفوفه من جهة، وحرم منافسه الأول من أبرز أسلحته، في وقت يئن فيه قطبي ميلانو من أزمات وتخبطات في السوق، الأمر نفسه فعله في روما بضم بيانيتش.
يوفنتوس يعي جيدًا أن صفقة هيغوايين لن تفيده على المدى الطويل، لكن ستفيده في تأصيل هيمنته المحلية، وتعظيم قوته أوروبيًا، فاليوفي بات يشعر بأن هذا هو الوقت المناسب لمنافسة أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة على أمجد ألقاب أوروبا .
رسالة يوفنتوس كانت قوية في دفع هذا المبلغ الضخم في هيغوايين، نحن قادرون على مجاراة جنون السوق، وضم أي لاعب في إيطاليا مهما كان اسمه.
وبالنظر ليوفنتوس وانتداباته فالفريق بالفعل بات يمتلك خطوطًا قوية، يتباهي بامتلاكه أفضل خط دفاع في العالم، الثلاثي الذي أبهر الجميع في يورو 2016 ( بونوتشي، كيليني، بارزالي)، ومن خلفهم الحارس الأسطوري بوفون، ثم أضاف المزيد من الصلابة بقدوم المهدي بن عطية من بايرن، صاحب السمعة الطيبة في إيطاليا منذ أن كان مع روما، وظهير برشلونة اللامع داني ألفيس.
وكان الشغل الشاغل في يوفنتوس هو تعويض أندريا بيرلو، فجلبوا من يُقال أنه خليفته ميراليم بيانيتش ، إضافة إلى الدولي الكرواتي “ماركو بياتشا”، الذي يعد أحد أهم مواهب أوروبا.
فقدان موراتا كان ضربة ليوفنتوس، لكن قدوم مهاجم بقيمة هيغوايين سيعطي بعدًا آخر لهجوم يوفنتوس، نظرًا لأن البعض عنون المنافسة الموسم الماضي بـ صراع (يوفنتوس-هيجوايين).
بالنظر لأرقام اللاعب فقد سجل 71 هدفًا في الدوري الإيطالي منذ 2013/2014 أكثر من أي لاعب آخر في نفس الفترة، وقد اشترك في 87 هدفًا منذ ذلك الحين بصناعة 16 هدفًا بخلاف ما سجله أي أكثر من أي لاعب في نابولي.
يوفنتوس بات يمتلك أكثر من خيار في كل المراكز، ما يعني امتلاكه لدكة بدلاء قوية، وخيارات تعطيه مرونة تكتيكية أكبر، إن فضل أليغري اللعب بثلاثي في الخلف، أو حتى طريقة “الرمبو” (4-2-3-1) التي يلجأ لها في بعض الأحيان.
التنافس بين الظهراء سيكون قويًا جدًا، في الجانب الأيمن ألفيش وليشتشتاينر، وفي الجانب الأيسر ساندرو وإيفرا، إضافة لوجود ورقة دفاعية إضافية سواءً إن لعب بثلاثي أو بثنائي في الدفاع.
الأقرب أن يكون بيانيتش في عمق خط الوسط، لتأدية نفس الأدوار التي كان يقوم بها بيرلو، لكن أليجري سيمنحه مهام هجومية أيضًا بالتقدم بحيث يكون هو رأس مثلث قاعدته هيجوايين وديبالا.
بقاء بوجبا سيعظم أكثر وأكثر من قوة يوفنتوس في منطقة الوسط، وسيعطي أيضًا الكثير من الحلول لأليجري، لكن في الأخير فكل هذه الأوراق في يوفنتوس تعني أننا أمام وحش قادم!