شاب سوري يحوّل جذوع الأشجار إلى تُحف فنية
يحول الشاب الثلاثيني علي كامل محمود جذوع الأشجار إلى تحف فنية متنوعة، لا تقف عند خط إنتاج واحد، إذ يلبي رغبة الزبون بابتكار أي قطعة يطلبها ومهما استغرق زمن صنعها بطابع غير مألوف.
ويتحدث الشاب “محمود” المدرّس في الثانوية الصناعية بالدريكيش لتلفزيون الخبر، عن فكرة مشروعه التي بدأت عام 2010، والتي حالت الظروف إليه أن يتوقف.
وقال “محمود”: “بدأت فكرة مشروعي من خلال صنعي لهدية بالخشب والخط العربي في مناسبة ما خلال عام 2010، ثم التحقت في الخدمة العسكرية مدة 9 سنوات، ولكن بقيت تلك الهدية في مخيلتي كانطلاق لمشروعي الذي اعتمدته بعد تسرّحي من الخدمة”.
وذكر “محمود” أنّ “اتخاذ خطوة اعتماد الفكرة كمشروع عمل كان يستدعي مني الجرأة، بمعنى أنني خاطرت وقمت بشراء بعضاً من المعدات مثل مثقب، صاروخ، جلخ، إلى أن طورّت العمل وأصبحت ابتكر من خلال صنع أدوات تسهّل إعداد وتجهيز القطع وتسرّع العمل لأن الوقت هو رأس مال عملي”.
وحول نوع المشغولات التي يبدعها، ذكر “محمود” أنه “يصنع لوحات خشبية، ستاند مكتبي، لوحات قرآنيه، صمديات، أواني خشبية، ساعات، ديكورات الانارة طاولات، قطع تراثية (منقلة- طاولة زهر)، بالإضافة إلى أي شكل يطلب منه لكن بأسلوبه المتفرّد والخاص”.
وتابع “محمود”: “اعتمادي في المشغولات على الخشب الطبيعي بالكامل من بيئتي، سيّما الزيتون، حيث أجمع في موسم التقليم والتطعيم ما أستطيع من جذوع الشجر، وأقوم بتخزينها حتى تنشف، والتي قد تستغرق أكثر من عام”.
وقال “محمود”: “كل جذع ممكن يطلع من خلاله حكاية، وهذا الأمر يتحدد من المنظر العام للجذع، كما أنني أحافظ قدر الإمكان على الشكل واللون الطبيعي للخشب”.
وذكر “محمود” أنه “يبدأ بالأعمال الورقية إذا كانت القطعة تتطلب كتابة أو رسم من الساعة 6 صباحاً في المشغل الخاص به، والقطع تتم صناعتها على مراحل، وكل قطعة تحتاج وقت مختلف لا يمكن تحديده”.
وقال “محمود”: “عملي وصل إلى مرحلة مهمة جداً لكن لم يصل باسمي وتعرضت للاستغلال، كما أنني تلقيت الكثير من عروض العمل إلى خارج سوريا لكنني لم أعد امتلك طاقه البدايات الجديدة، سيّما أنني قطعت شوطاً جيداً في مشروعي”.
وأضاف “محمود”: “وصلت إلى مرحله ممتازة، كما أنني أفكر بعقلانية وأن الفترة القادمة قد تغني عن السفر والغربة، بالإضافة إلى التزامي بعائلتي”.
وبيّن “محمود” أن “القطع التي يصنعها وصلت إلى السويد، ألمانيا، فرنسا، روسيا، دبي والعراق وغيرهم عن طريق أشخاص سوريين أخذوها معهم، بالإضافة إلى طلبات من أشخاص غير سوريين لكن هناك صعوبة في الشحن إلى الخارج”.
ولفت “محمود” إلى أن “الخبرة جعلته يمتلك معلومات أكثر عن المادة الخام، مضيفاً أنه “لا يلجأ إلى تلوين الخشب إلّا في حالات قليلة جداً إذ يفضّل البقاء على اللون الطبيعي للخشب”.
وعن وجود بعض الألوان في عدة قطع، شرح “محمود” أنها “عمليه مزج بين الخشب ومادة الايبوكسي والريزن، والتي لها طريقة خاصه بالعمل، بجمع مجموعة قطع خشبيه في قالب، ثم أضيف مادة الايبوكسي بالفراغات، وأنتظر حتى يصبحوا قطعة واحدة لأقوم بإعدادها”.
وحول الصعوبات التي يتعرّض لها، قال “محمود”: “أكثر مايعيق تقدمي هما الزمان والمكان، فالمحتوى الذي أقدمه من الصعب أن يلقى رواجاً أمام الكم الهائل من المحتويات والتي يعتبر بعضها هزلي وتافه معلقاً على ذلك أن “الاجتهاد لا يكفي”.
وتابع “محمود”: “لدي جمهور خاص ومتابعين ومهتمين خاصين، كما أنني أواجه صعوبة في الوصول، واعتمادي بالتسويق يكون على منتجي وجماليته”.
وأشار “محمود” إلى أنه “قد يواجه صعوبات متعلقة بالأدوات التي يستخدمها والتي تتطلب منه الدقة والحذر”، مشيراً إلى “تعرضه لضرر في يده أثناء استخدامه الصاروخ خلال إعداد طلبية أطباق خشب لأحد المطاعم”.
وأضاف “محمود” أن “من بين التحديات التي واجهته هي عدم توفر العديد من قطع المعدات، قائلاً: “ممكن ريشة مثقب توقف شغلي لأنها غير موجودة في سوريا، كما أن مصادر الطاقه شبه معدومة، بالإضافة إلى غلاء الأسعار وشح المعدات وانعدام التناسب بين الصرف والدخل”.
وذكر “محمود” أن “هناك صعوبة في الشحن الداخلي من ناحية الإهمال الكبير، أي ممكن أن يضيع الطرد أو أن يصل مكسور، وهو الأمر الذي يتحمل مسؤوليته، لافتاً إلى أنه “من شروطه أن يصل إلى الزبون قطعه سليمة أجمل من الصورة”.
يذكر أن تكاليف الشحن الداخلي بين المحافظات، تتوقف على وزن القطعة ونوعها والمسافة بين المنطقة التي شُحنت منها والتي وصلت إليها.
فاطمة حسون- تلفزيون الخبر