كيف تُجنّب أطفالك رفاق السوء؟
يتخوف الأهل كثيراً من صحبة أبنائهم ويؤرقهم في حال كان أحد أصدقائهم في الحي أو المدرسة ذو سمعة سيئة، أو من أصحاب المشاكل، ويحاولون بطرق مختلفة إبعاده عنه، خوفاً من اكتسابه أخلاق أو سلوكيات سيئة لطالما عملوا على إبعاده عنها.
وقالت الاخصائية النفسية “هبة موسى”، لتلفزيون الخبر، بأن “الصداقة لها أهميتها في عالم الكبار وفي عالم الأطفال أيضاً، يحتاجها الطفل منذ صغره، كمؤشر على نموه الاجتماعي، وهي أشبه بالجذور الجديدة للطفل خارج المنزل”.
وتابعت “موسى” أنه “ومن دونها يشعر الطفل بالعزلة وسوء التواصل، والمشكلة أن هناك أصدقاء سوء لا يرضي الأهل أسلوب تفكيرهم ويخافون من تأثيرهم على أولادهم”.
وأضافت “موسى” أن “الأصدقاء يقلدون بعضهم البعض في كل شيء يفعلونه وينطقون به، لذا على الآباء مراقبة أفعال وأقوال أولاده وأن يتحدثوا معهم باستمرار، لمعرفة طريقة تفكيرهم”.
وأكدت “موسى”: أنه “على الأباء استرجاع ذكرياتهم عندما كانوا أطفالاً لأن الأطفال يختارون أصدقاءهم على الأسس التي اتبعها الآباء عند اختيارهم لأصدقائهم، فهم يختارون من تتشابه أفكاره وصفاته الشخصية معهم”.
وأكملت الاستشارية في العلاقات الاجتماعية “هبة موسى”: “وعلى الأهل اعطاء الأطفال الحضن الدافي واحتوائهم بالحب والثقة المتبادلة، وتربيتهم على الصفات الحميدة ليختار من يشبههم”.
وذكرت “موسى” أنه “من المهم أن لانجبر الطفل على ترك صديقه، بل يجب اشعاره بالحب والخوف عليه قبل التقدم بالنصيحة له، وايضاح وجهة نظر الأهل في أصدقائه دون فرض رأيهم حتى لا يعتبر موقفهم تدخلاً في خصوصياته، فيزداد عناداً”.
وأشارت “موسى” إلى أن “على الأهل أن يكونوا أصدقاء أطفالهم قبل أن يكون لهم أصدقاء، وأن ننمي فيهم الإيجابية، ونبتعد عن المقارنات لأن البيئات مختلفة وأسلوب التربية مختلفة، فعلينا تقبل الآخر لكن عندما يدق جرس الإنذار ونرى أشياء تتعدى الخطوط الحمراء فعلى الأهل أن يكونوا مرجعية الأطفال”.
ونصحت “موسى” الأهل بأن “لايبالغوا في القلق، بل ترك الأمور تسير بشكل طبيعي، بعدها يمكن إبداء الملاحظات والحكم عليهم، ويجب مناقشة الأطفال في كل الأمور البسيطة منها قبل المهمة، ومن ثم إعطاء النصائح”.
وَختمت “موسى” أن “الصداقة ضرورية ومهمة ولكن مثل أي توازن في الحياة كما هناك الايجاب يوجد السلبي، ويمكن تجنيب الأطفال رفاق السوء باحتوائهم واعطائهم حضن دافء ومراقبتهم بحوار مفتوح وكسبهم كأصدقاء”.
يشار إلى أن الانسان بطبعه يتأثر بأقرانه فيأخذ منهم طباعهم، وصفاتهم، وأفعالهم، وأقوالهم، فإذا كان اختيار سلبياً فإن صفات أقرانه ستنعكس عليه وعلى أخلاقه دون أن يشعر.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر