العناوين الرئيسيةثقافة وفن

من شهداء السادس من أيار.. من هو المناضل الحمصي عبد الحميد الزهراوي؟ 

كثيرة هي الشخصيات التي خرجت من مدينة حمص الولادة، ومن بينها عبد الحميد الزهراوي الذي لا يزال اسمه مخلداً بواحدة من أكبر ثانويات المدينة وأعرقها، فمن هو؟

 

ولد عبد الحميد الزهراوي سنة 1885 في حمص ودرس في مدارسها الحكومية، وهو سليل أسرة عريقة يعود نسبها إلى السيدة فاطمة الزهراء، علَّمه والده في الكتاتيب ثم أتقن فنون اللغة العربية ودرس التفسير القرآني والحديث الشريف والعقائد والأصول.

 

عمل “الزهراوي” في الصحافة وأصدر جريدة المنير في حمص على نفقته الخاصة سنة 1894 التي كانت توزع بالسر نظراً لمقالاتها المعارضة لنهج السلطان عبد الحميد الثاني.

 

وسافر “الزهراوي” في شبابه إلى إسطنبول للعمل في الصحافة، فكان مراسلاً لصحيفة “المقطم” المصرية، وأثارت مقالاته حفيظة السلطات العثمانية التي أمرت باعتقاله ووضعه قيد الإقامة الجبرية، قبل نقله مخفوراً إلى دمشق.

 

وأمرت بعدها سلطات الاحتلال العثماني بتضييق الخناق على “الزهراوي” وبنقله مجدداً إلى إسطنبول، ثم إلى مسقط رأسه في حمص سنة 1898، حيث تمكن من الفرار قاصداً مصر سنة 1902.

 

وانتسب “الزهراوي” في هذه الفترة من إلى عدد من الجمعيات السرية المناهضة للاحتلال التركي، مثل الجمعية القحطانية، وكان مناصراً لجمعية العربية الفتاة التي أنشئت في باريس على يد نخبة من الطلاب العرب، وعاد “الزهراوي” بعدها إلى سوريا واشترك مع صديقه المحامي شاكر الجنبلي في إصدار جريدة “الحضارة” سنة 1910.

 

وانتخب الشيخ “الزهراوي” رئيساً للمؤتمر العربي المنعقد في مقرّ الجمعية الجغرافية في باريس في الفترة ما بين 183-23 حزيران 1913 وأكد بأن المؤتمر ليس له صفة دينية، وأن عدد المسلمين والمسيحيين متساو فيه.

 

وحكم على “الزهراوي” من قبل جمال باشا السفاح بالإعدام شنقاً حتى الموت بجريمة “الخيانة العظمى”، ونفذ الحكم في ساحة المرجة بدمشق صبيحة يوم 6 أيار 1916 مع مجموعة من الرفاق، كان من بينهم رفيق رزق سلوم ونظير نشيواتي وغيرهم.

 

الجدير بالذكر أنه تكريماً لذكرى “الزهراوي” وتقديراً لما قدمه من فكر تنويري، أطلق اسمه على عدد من المدارس في كل من دمشق وحمص، اشهرها ثانوية “الزهراوي” في حمص والتي يزيد تاريخها عن مئة وخمسة أعوام.

 

وجمعة في سنة 1995 وزارة الثقافة أعمال “الزهراوي” الكاملة في كتاب حمل عنوان الأعمال الكاملة لعبد الحميد الزهراوي، من إعداد وتحقيق الدكتور عبد الإله نبهان.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى