“يلي يعرف بيعرف ويلي ما بيعرف بقول كف عدس”.. ما حكاية هذا المثل الشعبي؟
يقال المثل المذكور عادة للإشارة إلى شخص يخفي حقيقة أمر لا يستطيع البوح بها، وانتشر بشكل واسع في مختلف البلدان العربية، كما درج استخدامه في المسلسلات الشامية على وجه الخصوص.
واختلفت الروايات التي حكت قصة المثل وأصله، وتدور الأولى حول حادثة وقعت في إحدى الحارات الشعبية عندما قفز لصٌ إلى منزل أحد السكان بقصد السرقة، فشاهد اللص كيس عدس، فقلّبه بيده وأخذ منه القليل.
وشاهدت صاحبة المنزل اللص وهو يحمل حبوب العدس بيده فصرخت وخرج زوجها عند سماعه ذلك، وشاهد الرجل اللص وهو يهرب حاملاً العدس في يده، ولأن اللص رأى المرأة دون حجابها لحق به الزوج وشاهده الناس.
ولم يأخذ الناس بالاً بموضوع كشف اللص لزوجة الرجل وقصد السرقة، فقالوا كل هذا الصراخ من أجل كف عدس، فقال رجل حكيم شاهد الموقف اللي يعرف بيعرف واللي ما بيعرف بقول كف عدس .
بينما حكت الرواية الثانية، وفق المنقول، أن شاباً أحب فتاة تسكن قرب منزله، ورفض والدها زواجهما وأراد تزويجها لابن عمها، لكن الشابين لم ييأسا وبقيا معاً.
وبقيت اللقاءات تجمع الشابين وخصوصاً حين تخرج الفتاة الى سطح بيتها لتقوم بتنظيف العدس وتنقيته، فيأتي الشاب ليتبادل الحديث معها دون علم أهلها، واستمروا على هذا الحال فتره من الزمن.
وفي يوم شاهدها ابن عمها الذي يريد الزواج منها، فذهب مسرعاً ليخبر والدها بما رآه، فجن جنون الأخير وعزم على قتل الشاب، وأخذ سكيناً وصعد إلى سطح المنزل، وعندما شاهد الشاب والد الفتاة والسكين في يديه، أخذ بكفه كمية من العدس وقفز من سطح المنزل، وأخذ يركض هارباً ووالد الفتاة مسرع خلفه.
وكان المشهد حسب تفسير أهل القرية، بأنه مجرد شاب يحاول الهروب وفي يده بعض العدس، بينما يركض رجلاً خلفه بيده سكين، وكلما شاهد أحداً هذا المنظر استغرب ذلك.
ولم يكن باستطاعة والد الفتاة قول الحقيقة كي لا يسيء إلى سمعته وسمعة ابنته، وحين تمكن الشاب من الهروب عاد والد الفتاة للقرية، وعندما سمع أهل القرية حكاية الحادثة الحقيقية، قيلت الجملة المشهورة ( يلي يعرف بيعرف ويلي ما بيعرف بقول كف عدس) .
وبقي المثل الشعبي يستخدم بكثرة للدلالة على مواقف يصعب فيها قوب الحقيقة، والاستعاضة عنها برواية أخرى قد تكون بعيدة كل البعد عن حقيقة ما حصل.
تلفزيون الخبر