العناوين الرئيسيةتعليم

مادة التعلم الوجداني الاجتماعي بين التطبيق وعدمه.. وزارة التربية تؤكد وجود خطة تدريبية هذا العام 

مضى عامين على إدراج مادة التعلم الوجداني الاجتماعي ضمن المناهج التدريسية للمراحل المختلفة، واختلفت التجربة في المدارس بين مطبق لها معتبراً منها مادة مهمة، وآخر استعاض عنها بمادة أساسية آخرى كونها لاتفيد الطالب وعدم وجود كادر مختص.

وقال “عيسى” (14 عاماً) طالب في المرحلة الإعدادية بمدارس حمص أنه،”لم يأخذ أي حصة الوجداني (كما أطلق عليها)، وغالباً تكون حصة فراغ أو تعويض درس من مادة آخرى”.

وتابع “عيسى” الذي لم يعرف اسم المادة بشكل حرفي: “زميلي في مدرسة آخرى، أخبرني أنه يأخذ دروس في الأخلاق ضمن المدرسة، تعطيها المرشدة النفسية لديهم”.

 

وذكرت “حلا” (11 عاماً) طالبة الابتدائي في حمص أن “حصة الوجدانية غالباً تكون ضمن حصص الفراغ، أو أنشطة ترفيهية حتى أن علامتها تعطى وفقاً لعلامات الطالب بباقي المواد”.

 

وقالت “راما” (13 عاماً) لتلفزيون الخبر، طالبة الإعدادي إن “مدرستها تطبق المادة بحصتين أسبوعياً عبر إعطاء أنشطة عن القيم الأخلاقية والإنسانية مثل المبادرات والتواصل ومشاركتنا بهذه الأنشطة عن طريق المرشدة النفسية في المدرسة”، مضيفةً أنها “تحب المادة كثيراً وتتمنى إضافتها كل عام”.

 

بدورها قالت “بانة” (اسم مستعار) (16 عاماً) لتلفزيون الخبر، أن “المادة كانت لدينا العام الماضي في الصف العاشر، لكن دون كتب أو دفاتر وأوقات الأنسات، يأخذون الحصة ويعطون بموادهن”.

 

وتابعت “بانة”: “السنة الماضية كانت آنسة الانكليزي تعطينا بحصة الوجداني انكليزي وخلصت المنهاج من وراها هيك بتذكر وأوقات حصة فراغ”.

 

وقالت “ناديا” (اسم مستعار) إحدى المعلمات في مدارس ريف دمشق، إنه “يختلف التعامل مع مادة التعليم الوجداني بين المدرسة وأخرى، وتبعاً للإدارة، وتطبق في بعض المدارس كمادة مثل بقية المواد”.

 

وتابعت “ناديا”، أنه “لايوجد كادر مدرب مختص للمادة سوى المرشد النفسي الموجود ضمن المدرسة الذي يقوم بإعطائها أحياناً”.

 

وتشارك بعض المدارس عبر حساباتها على “فيسبوك” صوراً وفيديوهات لتطبيق مادة التعلم الوجداني فيها وذلك عبر أنشطة وتدريبات خاصة بالمادة بمشاركة إيجابية من الطلاب.

 

وتثير هذه المنشورات ردود فعل متباينة حول المادة، فقال أحد المعلقين رداً على سؤال ماهي مادة التعلم الوجداني: “ارشاد نفسي بس يا ريت فعلا يطبقو هالشي ما يعملوها حصة فراغ”، مضيفاً آخر: “اي عن النظافة والمبادرات لأنه ابنتي عندا هيك بمدرستا”، وأجاب آخر: “ارشاد نفسي وحصة توعية عن كل شي بيحكو قصص وعن النظافة وبرالوالدين”.

 

ومن جهتها، قالت مدير المركز الوطني لتطوير المناهج، الدكتور ناديا الغزولي لتلفزيون الخبر: “تضع وزارة التربية رؤيتها لأي عمل وفقاً لحاجة المجتمع، وبعد مرور مجتمعنا بهذه الأزمة التي انعكست سلباً على العلاقات الاجتماعية، لذلك كانت حصة التعلم الوجداني الاجتماعي،”.

 

وتابعت “الغزولي”: “بنيت المادة وفق دائرة المهارات الحياتية التي تتألف من تمكين الذات والمواطنة والتواصل والتنمية المستدامة وأضيف إليها المشروعات والمبادرات، وهي حصة ترفيهية للمتعلم من خلال تنفيذ الأنشطة العملية المعدة خصيصاً لهذا النوع من التعلم”.

 

وأكملت “الغزولي”: “الهدف الأساسي من التعلم الوجداني الاجتماعي هو إعطاء مساحة من الحرية للمتعلم داخل الغرفة الصفية للتعبير عن ذاته بعيداً عن قيود الدرجات والحفظ والتلقين، وبالمقابل تمكن المعلم والمدرس من مراقبة سلوك المتعلمين وتعديل السلوك السلبي إلى إيجابي”.

 

وأضافت “الغزولي”: “والآن بعد عامين من التطبيق وإجراء البحوث والدراسات من قبل كليات التربية، وإرسال نتائجها إلى المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، وأبرز نتائج هذه البحوث المطالبة باستمرار وجود هذه الحصة ضمن الخطة الدرسية”.

 

وذكرت “الغزولي” حول تلافي مشاكل تطبيق المادة هذا العام: “يوجد حاجة ماسة لتدريب الكادر التدريسي على كيفية تطبيقها بشكلٍ سليم لتحقيق الهدف منها، وهذا ما ستقوم به وزارة التربية مديرية الإشراف التربوي والمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بوضع خطة تدريبية مع بداية هذا العام الدراسي “.

 

وبينت “الغزولي”: “يتم من خلالها تزويد المعلمين والمدرسين المعنيين بالتطبيق بأدلة الأنشطة المعتمدة لتنفيذ هذه الحصة، إضافة لتزويدهم بالحقيبة التدريبية المخصصة لذلك، بحيث يتمكنوا من تطبيق الأنشطة بفاعلية، مع تطبيق بطاقات الملاحظة التي من خلالها يمكن ملاحظة سلوك المتعلمين السلبي وتعديله، وهي بطاقات مرفقة بالأنشطة المعدة لذلك”.

 

يذكر أن مادة التعلم الوجداني بدأ تطبيقها في العام الدراسي 2022 في كافة المراحل الدراسية وعدلت عام 2024، حيث أصبحت تطبق في الصفوف كافة عدا صفي التاسع تعليم اساسي والثالث الثانوي العلمي والأدبي، وفقاً “للغزولي”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى