العناوين الرئيسيةثقافة وفن

عام على رحيل طلال سلمان مؤسس صحيفة “السفير” اللبنانية

في 25 من آب الماضي توفي الكاتب والصحفي اللبناني، ومؤسس صحيفة “السفير” اللبنانية، طلال سلمان عن عمر ناهز 85 عاماً.

 

ولد سلمان عام 1938 في بلدة شمسطار غربي مدينة بعلبك لأب شرطي، وعمل في بداياته مصححاً لغوياً في جريدة “النضال”، فمراسلاً صحافياً في جريدة “الشرق”.

 

وشارك “سلمان” في الثورة ضد الرئيس اللبناني كميل شمعون احتجاجا على وصول البوارج الأمريكية إلى شواطئ بيروت لنصرته وبناء على طلبه، معتبراً ذلك خيانة عظمى للقومية العربية.

 

واضطر “سلمان” إلى مغادرة لبنان في عام 1962 حيث شد الرحال إلى الكويت للعمل في مجلة “دنيا العروبة”، ليعود إلى بيروت ليعمل من جديد في “الصياد” و”الأحد”.

 

وكانن نقطة التحول الكبرى في مسيرة “سلمان” حين أصدر سنة 1974 صحيفة “السفير” اليومية في بيروت والتي حملت شعار “صوت الذين لا صوت لهم” وعُرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية.

 

وتضمن العدد الأول “للسفير”مقابلة مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وفي اليوم التالي لصدورها أقيمت ضدها أول دعوى قضائية، تلتها 16 دعوى مع ختام العام الأول.

 

 

وكانت فلسطين الهم الأكبر لـ”سلمان”، وآمن بتحريرها، وجعل من “السفير” الصحيفة الأولى لهذه القضية، من خلال احتضان نخبة من كتّابها ومثقفيها، وتكريس مفاصل القضية ضمن صفحاتها.

 

وكتب “سلمان” افتتاحية “السفير” لسنوات عديدة وحظيت بشهرة واسعة في الصحافة العربية عموماً حتى غدت مرجعاً لتحليل وفهم ما يحدث في فلسطين.

 

وخلال أحداث الحرب الأهلية تعرض “سلمان” لمحاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجر 14 تموز 1984 مما ترك ندوباً في وجهه وصدره.

 

وسبق تلك المحاولة، محاولات لتفجير منزله، وعملية تفجير مطابع “السفير” في الأول من تشرين الثاني 1980.

 

ورافق “سلمان” خلال مسيرته في “السفير” عدد كبير من الكتاب العرب، على رأسهم رسام الكاريكاتير الفلسطيني، ناجي العلي، الذي اغتالته “اسرائيل”، وكتب عنه في ذكرى استشهاده قبل أعوام “تحية لرفيق سلاح لا يموت. ناجي العلي معنا: الأمس، اليوم، وكل يوم”.

 

وأقفل “سلمان” نهاية عام 2016 “السفير” بسبب صعوبات مادية، وقال حينها في رسالة وجهها للزملاء والقراء: “الرحلة كان لا بد لها أن تنتهي”.

 

وأضاف “سلمان” أن “الأزمة الخطيرة التي تتهدد الصحافة في العالم أجمع والوطن العربي عموما تعصف بالصحف المحلية، وهي أزمة تمتد من أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني إلى إقفال الأسواق العربية عموما في وجه الصحافة اللبنانية”.

 

وتابع “سلمان”: “لقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، وبذلنا من عرق التعب، وأحيانا من الدم، فضلا عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره”.

 

وأثرى “سلمان” المكتبة العربية بعدة مؤلفات من بينها: “مع فتح والفدائيين”، “حجر يثقب ليل الهزيمة”، “الهزيمة ليست قدرا”، “على الطريق.. عن الديمقراطية والعروبة والإسلام”، “هوامش في الثقافة والأدب والحب”، “سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق”، و”كتابة على جدار الصحافة”.

 

الجدير بالذكر أنه بعد إغلاق “السفير”، استمر “سلمان” بالكتابة عبر موقع الكتروني حمل اسمه واسم “على الطريق”، وهو عنوان زاويته الأسبوعية الشهيرة في “السفير”، حتى وفاته.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى