الفيلم الهندي “حياة الماعز” يغضب السعوديين على مواقع التواصل الإجتماعي
أثار الفيلم الهندي “حياة الماعز” الذي عرض على منصة “نتفلكس” غضب السعوديين، وضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب قصته التي تناولت “نظام الكفيل” في السعودية.
وافتتح الفيلم بعبارة “هذا الفيلم لا يحمل إساءة لأي دولة، أو شعب، أو مجتمع، أو عرق، ويحكي قصة حقيقية لعامل هندي يدعى “نجيب” وصل مطلع التسعينيات إلى السعودية”.
ويجد “نجيب” نفسه تحت رحمة كفيل وهمي، أودى به إلى الصحراء، في رحلة استعباد وظروف غير إنسانية للعيش امتدت لـ 4 أعوام قبل أن يتمكن من الهرب بأعجوبة.
وتناول الفيلم شخصية الرجل البدوي السعودي، على أنه “جشع قاس، بخيل ومحتال وقذر”، بحسب وصف “نجيب”، الذي أدى دوره الممثل العماني طالب البلوشي.
وورد في إحدى المشاهد أن الماء لم يلمس جسد الرجل السعودي منذ سنوات، ويستحم ببوله وعرقه، وهو ما وصف بأنه إساءة للبدو والعرب بشكل عام، ما أثار انتقادات للبلوشي نفسه وقبوله هذا الدور.
وأثار الفيلم الهندي موجة جدل واسعة بين النقاد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين معترض على طريقة طرح فكرة “نظام الكفالة” في المملكة العربية السعودية، وآخرون رأوا أنه عمل إبداعي يندرج تحت عنوان حرية الإبداع ويعبّر عن الواقع.
وقال الداعية السابق “وسيم يوسف” في مقطع فيديو على “أكس” : “انتشر في الآونة الأخيرة ما يسمى حياة الماعز، هو فيلم هندي أساء ويسيء للمملكة العربية السعودية بدعوى انها قصة حقيقية أياً كانت هي عملية استهداف للمملكة العربية السعودية التي تعداد سكانها 40 مليون وما يحتاجون أحد مثلي يدافع عنهم”.
وانتقدت الفنانة السورية أصالة الفيلم الهندي، وكتبت عبر حسابها الشخصي بموقع “انستجرام”: “من بداياتي وأنا عايشة بين السعوديين بالسعودية، ومن حسن حظي سافرت معهم بلاد كتيرة وعشت معهم بكل سفره أيام طويلة ما شفت كرم بكرمهم ولا رحمة مثل اللي موجودة بقلبهم”.
ورأى الكاتب والناقد الفني السعودي “أحمد البن حمضة”، أن الجدل القائم حول الفيلم لا يقتصر فقط على جمهور يدافع عن نفسه أو صورة بلده ضد رواية الفيلم.
واعتبر “حمضة” أن “هناك أيضاً جهات معيّنة أخذت الفيلم إلى سياقات أخرى، لتقدمه وكأنه يعري السعودية والخليج بشكل عام، فبات الفيلم مطية لمن يريد مهاجمة السعودية”، حسب تعبيره
ووصل تأثير الفيلم إلى حد إثارة انتقادات سياسية للمملكة، التي تسعى جاهدة خلال السنوات الماضية لتحسين صورتها أمام العالم، وإبراز التغييرات الجوهرية التي تشهدها في سياق “رؤية 2030” على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية.
يُذكر أن الكثير من أصحاب العمل في السعودية يستغلون السيطرة التي يمنحهم إياها نظام الكفالة لاحتجاز العمال، وإجبارهم على العمل لساعات طويلة، وحرمانهم من الأجور، وعلى وجه الخصوص العاملات، قد يُحبَسن في منازل أصحاب العمل، وقد يتعرضن للاعتداء الجسدي والجنسي، وذلك بحسب “هيومن رايتس واتش”.
تلفزيون الخبر