في الذكرى الـ18 لانتصار 2006.. ثبات ودعم وإسناد على طريق التحرير
حلت الذكرى الـ18 لانتصار المقاومة اللبنانية حزب الله في حرب تموز 2006 بعد قبول العدو بوقف إطلاق النار ،وتطبيق القرار الدولي /1701/ في 14 أب من ذات العام دون تحقيق أي هدف من أهدافه.
وكشفت حرب تموز أو عملية “الوعد الصادق” 2006 بين المقاومة اللبنانية وكيان الاحتلال، الوجه الحقيقي للعدو الذي تبجح منذ هزيمته في حرب تشرين التحريرية 1973 أن “جيشه لا يقهر”.
أصل الحكاية
بدأت العمليات “الإسرائيلية” ضد لبنان بعدما هاجمت قوات المقاومة صبيحة 12 تموز 2006 قوة عسكرية صهيونية في منطقة “خلة وردة” بمزارع شبعا المحتلة، حيث تمكن المقاومون من قتل 3 جنود وأسر جنديين، وذلك لمبادلتهم على الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
وتمكنت المقاومة ومنذ الساعات الأولى للحرب من تثبيت معادلة “لو جاء الكون كله لن يستطيع استرداد الأسيرين من دون مبادلة”، متعهدةً أن “المفاجآت بانتظار العدو إذا اختار المواجهة”.
وقام العدو بعدها وعلى مدار 33 يوماً بتنفيذ أفظع الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين في لبنان، حيث راحت طائراته ومدفعياته تدك منازل اللبنانيين مخلفةً وراءها الألاف من النازحين والجرحى والشهداء المدنيين بقصد الانتقام لأسر الجنديين وفي محاولة لاسترجاعهم.
إلا أن حسابات العدو لم تنطبق مع الواقع الذي ثبته المقاومين على أرض لبنان، حيث ذاق الكيان وجيشه أمر الخسائر في تاريخه وعلى مختلف الجبهات الجوية والبحرية والبرية وذلك في العدة والعتاد.
واستطاع الحزب من التحكم بوتيرة الحرب، حيث بات المشاهد العربي ينتظر بشكل يومي مفاجآت المقاومين ضد الاحتلال التي كان يُخرجها للعلن الأمين العام للحزب عبر خطاباته المتلفزة، بدايةً من “خطاب ساعر” مروراً بصد جحافل العدو البرية في بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب وليس نهايةً ب”مجزرة الميركافا”.
خسائر العدو
زعمت مصادر عسكرية للعدو أن حصيلة قتلى قوات النخبة في جيشه فقط 120 جندياً وضابطاً و40 جريحاً، عدا عن 50 قتيلاً وإصابة 2500 جريحاً من المستوطنين، إضافة لتدمير 75 دبابة و20 ألية وبارجتين من نوع “ساعر” وطائرة “أباتشي” و”MK” ، إلا أن الأرقام تفوق ذلك كثيراً خصوصاً في عدد دبابات “الميركافا” التي تحولت للعبة يلهو بها عناصر الحزب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وبحسب الإعلام العبري، فإن خسائر الاحتلال خلال حرب تموز تجاوزت 10 مليار دولار، عدا عن إغلاق حوالي ألف مصنعاً وهروب قرابة نصف مليون مستوطن واختباء أكثر من مليون مستوطن في الملاجئ وخسارة 2% من الناتج المحلي.
القرار /1701/
نص القرار /1701/ على إنهاء العمليات القتالية بين الحزب والاحتلال، وإضافة /15000/ جندي لقوات “اليونيفل” الدولية لحفظ السلام مع انسحاب جيش العدو إلى “الخط الأزرق” وانسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.
موقف سوريا
أشاد الرئيس بشار الأسد بصمود المقاومة في لبنان في ما أسماه “المعركة المجيدة” التي افشلت خطط الاحتلال والولايات المتحدة وأذنابها ضد لبنان وحلف المقاومة.
وأعاد الأمين العام للحزب السيد مراراً وتكراراً التأكيد على موقف سوريا الداعم للمقاومة منذ نشوئها وخلال حرب تموز مع تأكيده على عرض سوريا لدخول الحرب لجانب المقاومة وفتح مخازن سلاح الجيش السوري بالكامل للمقاومين، والتي أثرت بشكل نوعي في تحقيق الانتصار ولا سيما توصيل صواريخ “الكورنيت” التي اشترتها سوريا من روسيا لصالح الحزب.
الموقف العربي
انساقت الحكومات العربية وعلى رأسها المصرية والخليجية خلف الرواية “الإسرائيلية” التي تُحمل المقاومة تبعيات ما أسموه “مغامرة الاطفال” في لبنان، لكن الشعوب العربية خالفت حكومتها وخرجت بمسيرات دعم لصمود حزب الله.
يشار إلى أن وسائل إعلام العدو طالبت رئيس حكومة الكيان “أولمرت” بالاستقالة لمغامرته في لبنان، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 20% فقط من المستوطنين يرون أن الكيان سوف ينتصر على الحزب، بينما صرحت وزير خارجية الكيان حينها “ليفني” أن “ما من قوى على وجه الأرض تستطيع هزيمة حزب الله”.
يذكر أن حزب الله ومنذ 8 تشرين الأول الماضي أعلن عن دخوله في معركة “طوفان الأقصى” كجبهة إسناد داعمة للمقاومة الفلسطينية أمام العدوان الذي يشنه الكيان على غزة، رابطاً مصير جبهة جنوب لبنان بتوقف الحرب على القطاع.
وتعيش منطقة الشرق الأوسط اليوم أجواء تصعيد غير مسبوقة بعد إقدام الاحتلال على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، علاوة على اغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في طهران، ما جعل العالم كله ينتظر رد الحزب وإيران مع تهديدات “إسرائيلية” بالذهاب نحو حرب إقليمية في حال تنفيذ الرد.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر