شارع الخراب في حمص رئة المدينة ومتنفس الأهالي
يعد شارع الخراب في مدينة حمص من بين معالم كثيرة تشتهر بها العديّة، ليضاف إلى الساعتين القديمة والجديدة وحلاوة الجبن المختلف حول أحقية اختراعها، وكذلك يوم الأربعاء السعيد.
وليس لشارع الخراب من اسمه نصيب، فهو الممتلئ عن بكرة أبيه بالزوار وسكان المدينة على حد سواء، وبشكل خاص أيام الخميس والجمعة، ليشكل مهرباً ومتنفساً للسكان الراغبين بتنشق الهواء الطلق بين أحضان المساحات الخضراء الواسعة.
وكان شارع الخراب في الماضي عبارة عن طريق ترابي فرعي يصل إلى مجرى نهر العاصي، ويعود سبب تسميته إلى بقايا طاحونة على النهر مبنية من الحجر الأسود البازلتي، بحسب “أبو عمر” وهو أحد المعمرين من سكان حي الوعر.
وقال “أبو عمر” (70 عاماً) لتلفزيون الخبر إن: “لهذا الشارع مكانة خاصة في نفوس سكان حمص، حتى ما قبل بدء الحرب وتحوله إلى خراب حقيقي، إلا أن شعبيته المتزايدة تأتي من كونه مهرباً طبيعياً مع عدم قدرتنا على ارتياد الأماكن السياحية”.
من جهته، أضاف رائد (موظف) أن: “سبب الازدحام الرئيسي في شارع الخراب هو ارتفاع تكاليف المعيشة في حمص وسوريا عامة، فدخول المسبح للشخص الواحد يكلف 50 ألف ليرة وقد تزيد، ولا قدرة للكثيرين على السفر إلى الساحل والتمتع بالبحر أو زيارة الغابات الطبيعية”.
وأصبح شارع خالد بن الوليد المعروف شعبياً بشارع الخراب ضمن خيارات التنزه وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، بعد إعادة تأهيله من الأضرار التي لحقت به جراء الاعتداءات الإرهابية خلال سنوات الحرب.
ويمتد هذا الشارع على طول يقارب 2700 متر من الملعب البلدي حتى شارع الرئيس، ويخترق بساتين الوعر، وتنتشر على أطرافه أكشاك لبيع المشروبات والمأكولات السريعة، مع وجود المقاعد الخشبية لمن أراد استراحة قصيرة يمتع نظره بامتداد المساحات الخضراء.
وقام مجلس مدينة حمص عام 2018 بإزالة السواتر الترابية والأسمنتية من شارع خالد بن الوليد (شارع الخراب) في حمص، بعد انسحاب المجموعات المسلحة من حي الوعر باتفاق تسوية
ويزدحم هذا الشارع بشكل شبه يومي بمئات الأشخاص وعشرات العائلات التي تفترش الأراضي الزراعية في المنطقة، وتجلب معها ما استطاعت من مأكولات ومشروبات لتكسب بعض الهدوء بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها.
يذكر أن أكثر الوجهات السياحية في سوريا هي مناطق رأس البسيط ووادي قنديل ومشقيتا في اللاذقية، وشاليهات طرطوس بالإضافة إلى المناطق الداخلية في مشتى الحلو والكفرون وغيرها، إلا أنها تبقى خارج منال ورغبة الفئة العظمى من السوريين ممن يبحثون بكد عن لقمة العيش.
عمار ابراهيم -تلفزيون الخبر