طفل يسعى إلى حفظ القرآن الكريم بالتزامن مع عمله في محل للحلويات بحمص
عينٌ على كتاب الله والأخرى على طاولة إعداد الحلويات أمامه، ثوانٍ معدودة على آيات ولمحات سريعة على تدوير المعجنات، فالوقت يمضي مسرعاً والأفضل أن تستغل الثواني بأفضل صورة ممكنة في محل جده المخصص لبيع الحلويات في حي كرم الشامي بمدينة حمص.
يحاولُ عبدالله الأعمى (13 عاماً) قدر المستطاع أن يوفق بين سرعة تحضير عجينة الحلويات في محل جده وبين رغبته الكبيرة بحفظ القرآن في أسرع وقت ممكن دون أن يكون مقصراً في أي منهما، حتى وإن كان إنهاء تلك المهمة يتطلب وقتاً طويلاً على شكل ورقة تلو أخرى.
وتشير تعابير الجدّ حاتم الكردي إلى كامل الرضى عن أداء الحفيد الصغير، مدعومة بكلمات الثناء والدعم المعنوي اللا متناهي، بدءاً من إطلاق صفة البطولة عليه وليس انتهاء بعبارة “الله يرضى عليك يا عبودة”.
ويؤكد عبد الله لتلفزيون الخبر أن قضاء وقت طويل بمساعدة جده ينبع من محبته واحترامه له، فالحال المادي ميسور ولم تكن رغبته بالبقاء بين الطحين ومكونات الحلويات الأخرى إلا حباً ورغبة بتعلم أسرار هذه المهنة من جده.
وأضاف عبدالله أن علاماته الدراسية ممتازة، إذ أنه اجتاز الصف السابع بتفوق وامتياز، ووجد في عطلة الصيف فرصة سانحة لتعلم صناعة الحلويات دون إضاعة الوقت في اللعب، كما كانت طاولة العمل منطلقاً لرغبته وإصراره على حفظ القرآن”.
وقال عبدالله لتلفزيون الخبر إن: “رغبتي في حفظ القرآن جاءت عفوية ولم أرغب في أن يفارقني أبداً، ولهذا السبب استأذنت جدي بذلك فوافق على الفور بل وشجعني كثيراً على هذا الأمر، وحفظت حتى اليوم جزئين كاملين عن ظهر قلب”.
وأشار عبدالله إلى أنه رغبته الكبيرة بأن يصبح بمهارة جده في صنع مختلف أصناف الحلويات من القراص والمعمول، حيث أن عمله حالياً لا يتجاوز تجهيز العجينة وتشكيل الأقراص، لكنه يرغب بالتطور والتحسن المستمر.
وليس ببعيد عن طاولة إعداد الحلويات، يعيد الجدّ حاتم التأكيد على مهارة حفيده في تعلم أساسيات العمل بالتوازي مع حفظه للقرآن الكريم دون أي تقصير،قائلاً : “ظل عبدالله يساعدني لمدة عامين من تلقاء نفسه وأتمنى رؤيته مستقبلاً من أشهر العاملين في هذا المجال”.
وختم حاتم لتلفزيون الخبر بأن عبدالله أحب حفظ القرآن فطرياً وتلقى كل الدعم اللازم من عائلته والبيئة المحيطة، ولا يمكنني تحديد السبب في ذلك إلا عبر آية قرآنية تقول “إن الله يهدي من يشاء”، وحقيقة الأمر إن رؤيته يحفظ القرآن أثناء العمل مشهد يومي جميل لا يملّ منه”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر