مختص يوضح رهاب الامتحان عند الطلبة وأعراضه وطرق التغلب عليه
يواجه الكثير من الطلاب قبل الامتحان مشكلة القلق الزائد، والتي من الممكن أن تصل حد الخوف المرضي (الفوبيا) أو ما يطلق عليه رهاب الامتحان.
وعرّف أستاذ الإرشاد النفسي والصحي في كلية التربية بجامعة تشرين، الدكتور فؤاد صبيرة رهاب الامتحان بأنه: “اضطراب نفسي سلوكي، يتأثر فيه بعض الطلبة بدرجات تختلف من شخص إلى آخر”.
وقال “صبيرة” لتلفزيون الخبر: “على الرغم من أن القلق حالة طبيعية وصحية وله فوائد عديدة كأن يشجع الطالب للتحضير المسبق للامتحان، لكن القلق الشديد الذي يرافق هذه الخبرة قد يجعلها تتطور وتتحول مع الزمن لمرض أو اضطراب و تكون له نتائج سلبية على الصحة النفسية والعضوية للطالب”.
وذكر “صبيرة” أن: “فوبيا الامتحانات ترتبط بعناصر ثلاثة هي القلق الشديد المفرط فيما يتعلق بالامتحان القادم، والخوف من النتيجة على الصعيد الفردي والمبالغة بالخوف بالإضافة إلى التقييم اللاحق بناء على نتيجة هذا الامتحان، والخوف من العواقب اللاحقة والتي قد تنتج لدى الطالب عدد كبير من الأفكار السلبية”.
وتابع “صبيرة” حول أعراض رهاب الامتحانات: “يعد القلق شعوراً طبيعياً يترافق مع الإنسان على مسار حياته، حيث يؤدي لزيادة هرمون الأدرينالين الذى يحتاجه الشخص الطبيعي بنسبة محددة، ومع ذلك يوجد بعض الناس يتجاوز لديهم افرازات هذا الهرمون عن الحدود الطبيعية مما يؤدي إلى ظهور بعض النتائج السلبية كظهور فوبيا أو رهاب الامتحانات”.
وأردف أستاذ الإرشاد النفسي والصحي: “يترافق الرهاب مع بعض الأعراض الجسدية والنفسية كالتعرق، خفقان القلب، الغثيان، الاصفرار، وكل هذه الأعراض قد تؤثر على الطالب بحيث تجعله غير قادر على أداء الامتحان بالشكل المطلوب”.
وبين “صبيرة” أنه: “قد تتراوح أعراض فوبيا الامتحانات من التوتر البسيط إلى العصبية الظاهرة ومن ثم توقع الفشل ومن ثم إلى نوبة هلع، والتي يمكن أن توهم الطالب بأنه غير قادر على أداء الامتحان بأي شكل من الأشكال، وهنا ننصح الطالب دوماً بتعلم الحفاظ على هدوئه وإدارة مصادر الخوف التي ترتبط بالامتحان مما ينعكس لاحقاً وبشكل إيجابي في تحقيق نتائج إيجابية ومرضية”.
وحول الأعراض الجسدية، قال الأستاذ الدكتور “صبيرة”: “يمكن ان تنتاب الطالب أشكال متباينة من الصداع و الاسهال والغثيان والتعرق الشديد وضيق التنفس وسرعة دقات القلب واختلال التوازن والغشية والشعور بفقدان الوعي”.
وأضاف “صبيرة”: “يمكن أن يؤدى القلق من الامتحان إلى نوبة هلع، وهي البداية المفاجئة للخوف الشديد أو الانزعاج الذي قد يشعر فيه الأفراد بأنهم غير قادرين على التنفس أو الإصابة بنوبة قلبية”.
وعن الأعراض النفسية، أوضح “صبيرة” أنها: “تتمثل بمشاعر الغضب والخوف وقلة الثقة بالنفس والعجز وخيبة الأمل و الضغط والاحتراق النفسي، بينما تظهر بعض الأعراض السلوكية/المعرفية، مثل صعوبة التركيز والتفكير السلبي ومقارنة الطالب نفسه بالآخرين من الأعراض الشائعة لقلق الاختبار”.
ووجه “صبيرة” بعض النصائح التي تساعد الطالب على التخفيف من القلق من الامتحانات، وهي أن تعلم تدريبات وتكتيكات خاصة بالامتحانات بهدف تنمية المهارات والعادات الدراسية المناسبة، لأنها ستشعره مع مرور الوقت بمزيد من الاسترخاء، خاصة إذا درس بشكل ممنهج ومنظم”.
وأكمل أستاذ الإرشاد النفسي والصحي: “والتعود على الدراسة المبكرة، ومن الأفضل أن تكون في أماكن مماثلة، مما يوفر فرصة أكبر لمعالجة المعلومات ويؤثر إيجاباً على العمليات العقلية المرتبطة بالتذكر والاسترجاع، ومن الجيد وضع روتين ثابت قبل الامتحانات، وهو ما يؤدي إلى تخفيف مستوى الضغط النفسي لدى الطالب ويساعده على الاستعداد الجيد للامتحان”.
وتابع “صبيرة” لتلفزيون الخبر: “وعلى الطالب التحدث باستمرار مع المدرسين في المدرسة، ويحرص على التأكد من فهم ما ينطوي عليه كل امتحان ومعرفة كيفية الاستعداد له، وأن يعلم أساتذته مدرسيه بشعور القلق لديه خاصة عند خوض الامتحانات، فقد يكون لديهم اقتراحات وإرشادات تساعده في اجتياز شعور رهاب الامتحان”.
وأكمل “صبيرة”: “كما يجب ممارسة تمارين الاسترخاء العضلية مرتين يومياً لمساعدة الطالب على الحفاظ على الهدوء وتعزيز شعور الثقة بالنفس لديه قبل وأثناء الامتحان مباشرة، ويكون ذلك من خلال التنفس العميق أو إرخاء العضلات بشكل تدريجي، أو إغماض العينين وتخيل نتائج إيجابية سيحصل عليها الطالب لاحقاً”.
ونوه “صبيرة” إلى أنه: “من الضروري جداً تناول الطعام والشراب الصحي، إذ يحتاج الدماغ إلى الغذاء لأداء وظيفته، كما أنه من الجيد شرب كميات كبيرة من المياه، مع الحرص على تجنب المشروبات الغازية التي قد تسبب ارتفاع سكر الدم ثم انخفاضه أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل مشروبات الطاقة أو القهوة والتي قد تزيد من القلق”.
ونصح “صبيرة”: “بإجراء بعض التمارين الرياضية بشكل منتظم خاصة في الصباح الباكر لأنها تسهم بشكل كبير في التخفف من التوتر والقلق، ويجب الحرص على النوم الكاف، إذ دلت الدراسات والأبحاث العلاقة الوثيقة بين النوم الكافي وتحسن الأداء و الإنجاز المعرفي وخاصة للأطفال والمراهقين”.
وأشار “صبيرة” إلى أنه: “لا يجب على الطالب أو الأهل تجاهل صعوبات التعلم الأكاديمية إن وجدت، حيث برهنت نتائج الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أن بعض أشكال رهابات الامتحانات قد تعود لصعوبات في التعلم يعاني منها الطالب، وعليه يمكن القول أن القلق من الامتحانات يمكن أن يعالج بعلاج الحالة المرضية الأساسية التي تتداخل مع القدرة على التعلم أو الانتباه أو التركيز كاضطراب تشتت ونقص الانتباه وفرط النشاط الحركي (ADHD) أو حتى عسر القراءة”.
وختم “صبيرة” نصائحه للطلاب: “وأخيراً إذا كانت درجة الرهاب عالية جداً، أنصح بالتوجه للمرشد المدرسي أو للمعالج النفسي الذي يمكن أن يساعد الطالب على التعامل مع الأفكار والمشاعر و يعمل على تعديل بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تكون هي السبب الرئيس في معاناة الطالب من رهاب القلق الامتحاني”.
كما نصح “صبيرة” أهالي الطلاب ببعض النصائح خلال الامتحانات وهي التخفيف قدر الإمكان من التوقعات العالية ومقارنة أبنائكم بالآخرين، ومن الضرورة بمكان تقديم الدعم النفسي واللفظي باستمرار كقولكم: احسنت، شكرا لك بذلت الجهد المطلوب، لدي ثقة كبيرة بك، دعنا نفكر في الامتحان القادم، وتأمين وتوفير الهدوء و تشجيع أبنائهم على قضاء فترات استراحة منظمة”.
بشار الصارم -تلفزيون الخبر