ماذا تعرف عن الصندوق الأسود في الطائرات؟
بعد تحطم طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وباقي أعضاء الوفد ووفاتهم جميعاً، يترقب العالم إصدار الجهات الرسمية الإيرانية تقريرها حول أسباب الحادثة.
وتتجه الأنظار نحو معرفة نتائج التقرير الصادر بعد الاطلاع على الصندوق الأسود للطائرة في حال وجوده، وعليه نقدم لكم في هذا التقرير أبرز المعلومات عن الصندوق الذي يُعرف بأنه ذاكرة أي طائرة وحافظ أسرارها.
ما هو “الصندوق الأسود”؟
يمكن تعريفه بأنّه مصطلح يطلق على صندوقين، أحدهما يعمل كمسجل بيانات رحلة الطائرة باستخدام نظام كمبيوتر مصغر موجود بداخله، إذ يعمل على تسجيل البيانات الفنية الخاصة بأجهزة الطائرات كالسرعة الجوية وارتفاع الطائرة وغيرها من البيانات.
أمّا الصندوق الآخر فيعمل كمسجل صوتي، ويسجل المحادثات التي تدور بين أفراد طاقم الطائرة أثناء الرحلة، وبين طاقم الطائرة والجهات الأخرى.
ويوضع الصندوق الأسود في الجزء الخلفي من الطائرة، لأن الإحصائيات أوضحت بأن هذا الجزء هو الأقل عرضةً للضرر عند وقوع حادثة ما.
و”الصندوق الأسود” في الحقيقة لونه أحمر، ويُعتقد أن سبب تسميته بذلك يعود إلى مادة القطران الأسود المستخدم لإغلاق الصندوق بهدف حماية أشرطة التسجيل بداخله.
واستخدمت فكرة الصندوق الأسود منذ أوّل طائرة اخترعها الأخوان “رايت”، حيث قاموا بتسجيل بيانات الرحلة البسيطة، وبعد ذلك طور تشارلز ليندبيرغ النظام ليصبح صندوقاً خشبياً صغيراً بداخله أسطوانة دوارة محاطة بورق ملفوف وحبر، ولكن النموذج فشل لأنها لا تنجو عند انهيار الطائرة.
اختُرع أول مسجل معتمد لبيانات الطائرات سنة 1956 على يد عالم أبحاث الطيران الأسترالي الذي يُدعى ديفيد وارن، وذلك بعد تحطم أول طائرة مدنية في العالم عام 1953 والذي شاركَ في التحقيق لمعرفة سبب الكارثة التي تعرضت لها الطائرة.
وعملَ “وارن” على تصنيع جهاز يعمل على تسجيل الأصوات، وجهاز يعمل على تسجيل بيانات أجهزة الطائرة على أن يكونا مقاومين للتحطّم والحريق، وأطلق عليهما اسم “الصندوق الأسود”.
يذكر أنه عند تحطم الطائرة وإيجاد صندوقها الأسود يأخذه المُحللون إلى المختبر لتحليل البيانات والأصوات المسجلة عليه، وبعد الحصول على البيانات التي تتطلب عملية استخراجها أسابيع أو عدة شهورٍ يبحثون في سبب الكارثة وأحياناً يتضرر الصندوق، ولكن يمكن استعادة بياناته عن طريق توصيله بجهاز يعمل على قراءة البيانات بواسطة نظام قراءة خاص.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر