الإعلام الإيراني يعلن استشهاد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته وآخرين في حادثة تحطم طائرة
أعلنت وكالات إعلام إيرانية، صباح الاثنين، أن الرئيس الإيراني ومرافقوه “نالوا الشهادة بحادث جوي أثناء أداء واجب العمل شمال غربي إيران”.
وكان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان إضافة إلى مسؤولين آخرين، على متن الطائرة التي سقطت الأحد، أثناء عودتهم من زيارة رسمية إلى أذربيجان.
وضمت الطائرة إضافة ل”رئيسي” كل من وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام محافظة تبريز محمد علي الهاشم إضافة إلى طاقم الرحلة الذين توفوا جميعاً.
ما الذي حدث؟
بحسب وسائل الإعلام كان “رئيسي” في طريقه للعاصمة الإيرانية طهران بعد مراسم تدشين سد “قيز قلعه سي” المشترك بين إيران وجمهورية أذربيجان على نهر آراس الحدودي بين البلدين بحضور نظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
وخلال تحليقهم فوق أجواء أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران فُقدت طائرة “رئيسي” و”عبد اللهيان” بينما عادت طائرتان بسلام إلى طهران.
وفور إذاعة الخبر خرجت أنباء حول وقوع حادثة اغتيال لكن الإعلام الإيراني أكد أن الحادثة وقعت جراء سوء الأحوال الجوية، وبدورها نفت “إسرائيل” تورطها في حادث مروحية الرئيس الإيراني، نقلا عن مسؤولين بحسب القناة “13” العبرية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن مروحية الرئيس هبطت بين منجم سونقون وغابة ديزمار بمحافظة أذربيجان الشرقية وتُعرف تلك المنطقة بتضاريسها الجبلية وغاباتها الكثيفة ورياحها الشديدة وغالباً ما يغطي الضباب الكثيف المنطقة.
وتوجهت فرق الإنقاذ الجوية والبرية الإيرانية التي بلغت أكثر من 40 فريقاً نحو مكان وقوع الحادثة لإيجاد الطائرة لكن الضباب الكثيف والظروف الجوية الصعبة السائدة أثرت في مهمة فرق الإنقاذ، التي شاركت فيها فرق إنقاذ وقوات من الجيش والشرطة والحرس الثوري الإيراني، بحسب التصريحات الرسمية الإيرانية.
وأوضح محسن منصوري المساعد التنفيذي للرئيس الإيراني أنه تم التواصل عدة مرات مع أحد ركاب المروحية ومع أحد أفراد طاقمها، وفي الساعة الواحدة والنصف انقطع الاتصال معها.
وانعقدت بحسب الإعلام الإيراني جلسة طارئة للجنة إدارة الأزمات الحكومية في إيران من أجل متابعة عمليات البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وذلك بإشراف مباشر من مرشد الثورة علي خامنئي.
وقال مسؤول أوروبي، أن الاتحاد فعّل خدمة الخرائط بالقمر الاصطناعي لمساعدة فرق الإنقاذ في البحث عن موقع طائرة الرئيس الإيراني.
فيما نقلت وسائل إعلام عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله أن حادثة مروحية الرئيس الإيراني مؤسفة ونسأل الله أن يعيده سالماً، وعلى الشعب الإيراني ألا يقلق، ولن يكون هناك أي اضطراب في عمل البلاد.
ليتم تحديد الموقع الدقيق لحادث مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي في منطقة تقع بين أردشير وبرازين التابعة لمدينة فارزغان، وأعلن الإعلام الرسمي الإيراني أن أجواء الضباب الكثيف والأمطار تجعل تقديم الإغاثة أمراً صعباً للغاية.
وأعلنت الجهات الرسمية الإيرانية إرسال 240 من رجال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر إلى المنطقة، مع تواجد فرق للطائرات المسيرة ومركز الاتصالات اللاسلكية التابع للهلال الأحمر.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” استجابتها لطلب إيراني بتوفير مسيّرات تتمتع بخاصية الرؤية الليلة في جهود البحث عن مروحية الرئيس الإيراني، وإرسال طاقم مكون من 6 مركبات و32 خبيراً في البحث والإنقاذ في المناطق الجبلية تحرك من منطقة “فان” الحدودية مع إيران.
وقام الهلال الأحمر العراقي بتجهيز 10 فرق بحث وإنقاذ بغية إرسالها جواً إلى إيران للمساعدة في عمليات البحث عن طائرة الرئيس الإيراني.
وقالت وزارة الخارجية السورية أنها “تتابع باهتمام وقلق بالغين حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي وجهود أجهزة الجمهورية الإسلامية في إيران وفرق البحث للوصول إلى مكان الطائرة”.
وأضافت الخارجية السورية أن “,سورية تعرب عن تضامنها التام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتتمنى السلامة للرئيس رئيسي وللمسؤولين الإيرانيين الذين كانوا معه على الطائرة وتؤكد ثقتها بقدرة وحكمة إيران دولة وقيادة وشعباً على تجاوز هذا الظرف الصعب واستعدادها لتقديم أي مساعدة ممكنة”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن قائد قوات الحرس الثوري في محافظة أذربيجان الشرقية قوله “تلقينا إشارة من الطائرة ومن الهاتف المحمول لأحد أفراد طاقم مروحية الرئيس في موقع الحادث”، ليعلن قائد عسكري أنه تم تحديد الموقع الدقيق لمكان مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي وتوجه قوات الإنقاذ نحوها”.
وعثرت فرق الإنقاذ صباح الإثنين على حطام الطائرة، وبين أنباء عن كون مسيرة “أقينجي” التركية رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وشاركت الإحداثيات مع سلطات طهران، وبين تحديد المسيرات الإيرانية من طراز “كواد كابتر” لموقع حطام مروحية الرئيس الإيراني.
ليعلن رئيس الهلال الأحمر الإيراني أن فرق الإنقاذ وصلنت وقع المروحية المحطمة ولم “تلاحظ أي علامات تدل على أن ركابها أحياء”، وتناقلت وسائل إعلام صوراً وفيديوهات لموقع وحطام الطائرة تظهر ما قيل أنه يبدو “تعرض الطائرة لانفجار قبل وصولها إلى الأرض”.
من هو رئيسي؟
ولد “رئيسي” 1960 في مدينة مشهد وهو رجل دين وسياسي محافظ التحق بالقضاء عام 1980 وعمل مدّعياً عاماً حتى عام 1994.
وفي العام نفسه عُيّن “رئيسي” رئيساً لهيئة التفتيش العامة وعام 2004 شغل منصب النائب الأول للسلطة القضائية واستمر فيه مدة 10 سنوات وعيّنه المرشد الأعلى رئيساً للقضاء عام 2019.
والتحق “رئيسي” بمجلس خبراء القيادة عام 2006 ومن ثم عُيّن عام 2017 عضواً بمجمع تشخيص مصلحة النظام بمرسوم من خامنئي وفي انتخابات 2017 الرئاسية جاء ترتيبه الثاني بعد روحاني.
وفاز مرشح التيار المحافظ في إيران إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012 بحصوله على 62 % من أصوات الناخبين حسبما أظهرته النتائج الرسمية.
واشتهر “رئيسي” بدعمه المُطلق لحركات المقا*ومة في فلسطين والعراق ولبنان واليمن كما امتلك علاقات قوية مع سوريا التي زارها في ٱيار 2023.
من هو عبد اللهيان؟
كان وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان من بين أعضاء الطائرة الرئاسية التي تعرضت لحادث هبوط إضراري الأحد خلال عودتها من زيارة في ٱذربيجان، واتضح لاحقاً تحطمها بالكامل، وعدم نجاة ركابها.
ولد حسين أمير عبد اللهيان عام 1964، في دامغان متزوج ولديه ولد وبنت حاصل على شهادة البكالوريوس من قسم العلاقات الدبلوماسية الدولية عام 1991 ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية عام 1996 ثم شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران ويجيد اللغتين العربية والإنكليزية.
عُين كخبير سياسي في وزارة الخارجية بين عامي 1992 و1997 ونائب السفير الإيراني في العراق حتى 2001 ثم مساعداً خاصاً لوزير الخارجية للشؤون العراقية حتى 2006 إضافة لمنصب نائب الوزير لشؤون الخليج العربي والشرق الأوسط وكان رئيس فريق التفاوض الإيراني في الاجتماع الثلاثي بين إيران والعراق والولايات المتحدة في بغداد عام 2007.
وشغل عبد اللهيان منصب سفير إيران لدى البحرين من 2010 حتى 2017 وفي أب 2021 عُين كوزير للخارجية الإيرانية بناء على ترشيحات ابراهيم رئيسي لمجلس الشورى حيث حظي بثقة المجلس.
ونشط “عبد اللهيان” في مجال تحسين العلاقات مع السعودية حيث تم في عهده وبعد عدة جولات ومباحثات مع الطرف السعودي افتتاح سفارة البلدين وعودة العلاقات.
كما كان له دور مؤثر في الدعم الدبلوماسي للمقا*ومة الفلسطينية خصوصاً بعد عملية “طو*فان الأقصى” حيث قام بعد جولات دولية وإقليمية تدعم موقف الفلسطينيين ومقاومتهم.
وزار “عبد اللهيان” سوريا عدة مرات والتقى مع الرئيس بشار الأسد وأعضاء في الحكومة تدعيماً للعلاقات بين البلدين ودعماً لموقف سوريا في حربها ضد الإرهاب.
يذكر أن “عبد اللهيان” يعتبر من صقور النظام السياسي في إيران وكان مقرباً لمرشد الثورة وداعماً كبيراً لحركات المق*اومة في لبنان والعراق واليمن وفلسطين وسوريا.
يذكر أن نائب الرئيس الأول محمد مخبر سيتولى منصب رئاسة الجمهورية بحكم القانون الإيراني وذلك لمدة شهرين ريثما يتم إجراء انتخابات رئاسية.
تلفزيون الخبر