العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

في ذكرى نكبته.. الشعب الفلسطيني يبدأ حرب التحرير من غزة

بدأت نكبة الشعب الفلسطيني بتاريخ 15 أيار 1948 وهو اليوم الذي يلي يوم إعلان كيان الاحتلال إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة.

 

وسبق هذا التاريخ عشرات السنوات من التهيئة الصهيونية لهذا اليوم، فمنذ عام 1897 قامت “الحركة الصهيونية العالمية” بالعمل على استغلال كل مُتغيّر في الساحة الدولية بهدف تخديم مشروعها سواء عبر القنوات السياسية أو ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.

 

واحتل كيان العدو أثناء حرب النكبة ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية بعد طرد أكثر من 800 ألف فلسطيني من أرضه، وهو ما يشكل حوالي 85% من مجموع الشعب الفلسطيني، إضافةً لارتكابه عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين.

 

وهدم الكيان قُبيل النكبة وخلالها أكثر من 500 قرية وحاول لاحقاً طمس الهوية التاريخية الفلسطينية عبر بناء المستوطنات وسلب الأراضي من أصحابها وهدم المباني وإحداث قوانين تُسهّل “شرعنة” الاحتلال كقانون “مصادرة أملاك الغائبين”.

 

وانتهج الاحتلال سياسة “التهويد” المستمرة ليومنا هذا ضد كل ما هو فلسطيني، وذلك من خلال تغيير أسماء الشوارع والأماكن في فلسطين المحتلة من العربية إلى العبرية، علاوةً على دعم حملات تروّج لآثار ومنتجات فلسطينية على إنها صهيونية.

 

وتهجّر الشعب الفلسطيني من أرضه بعد حرب النكبة للدول المجاورة، إذ توزعوا في عدة دول أبرزها لبنان والأردن وسوريا التي شكّلت حصناً منيعاً للفلسطينيين من أجل تحقيق حلمهم بالعودة عبر دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ومساواة الفلسطيني بالسوري في كامل الحقوق والواجبات.

 

ويحيي الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة في كل عام عبر مسيرات يُطلق عليها “مسيرات العودة” والتي كان أبرزها في عام 2011 تحت اسم “مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948”.

 

وقام الآلاف من الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن ومصر بالتحرك باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة في محاولة للعودة إليها، إضافةً لتظاهرات داخل الأراضي الفلسطينية، وتصدّت قوات الاحتلال للمتظاهرين بالرصاص الحي ما أسفر عن استشهاد العشرات وجرح المئات.

 

وحلّت الذكرى 76 لنكبة فلسطين وسط عدوان صهيوني همجي على قطاع غزة مستمر منذ 8 تشرين الأول الماضي، وذلك بعد قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق عملية طوفان الأقصى، التي شكّلت نقلة نوعية في شكل الصراع مع العدو وجعلت أحلام التحرير واقعاً.

 

ويعيش الاحتلال حالت إرباك سياسي وبنيوي غير مسبوقة، عدا عن تخلخل فكرة وجود الكيان منذ عملية “الطوفان”، إذ يُعاني من صراعات سياسية داخلية وانقسامات شعبية ورفض كامل لسياسات الحكومة وتحميلها برفقة الجيش الفشل الأمني في “7 تشرين الأول”، عدا عن غياب الإحساس بالأمان لدى المستوطنين تحديداً في شمال فلسطين وقطاع غزة، إضافةً لعودة الهجرة المعاكسة من الكيان لدول المستوطنين الأم.

 

يُذكر أن “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” وثّق في بياناته بأن ما يزيد عن 100 ألف فلسطيني استشهدوا منذ العام 1948 حتى 2023، عدا عن اعتقال أكثر من مليون فلسطيني منذ 1967، أما حصيلة العدوان الأخير فهي وحتى تاريخه أكثر من 35 ألف شهيداً وحوالي 80 ألف جريحاً وعشرات الآلاف من المهجرين والمفقودين.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى