هل سيضرب إعصار “ميديكان” المتوسطي مدينة اللاذقية خلال اليومين القادمين؟

نقلت صفحات ومواقع إلكترونية أخباراً حول تطوّر الحالة الجوية غير المسبوقة التي تتأثر بها سوريا، لمثل هذه الفترة من السنة، وتحديداً يومي الثلاثاء والأربعاء، وبأنه من المتوقع أن تشهد مناطق بانياس واللاذقية، الأربعاء، إعصار “ميديكان”، كالذي ضرب محافظة اللاذقية في حزيران 2022.

وحول هذا الأمر، قال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، “شادي جاويش”، لتلفزيون الخبر، إنه “رغم تطوّر الحالة الجوية خلال يومي الثلاثاء والأربعاء والانخفاض السريع لقيم الضغط السطحي لكن فرصة تشكّل الميديكان (MEDICANES) لاتزال ضعيفة”.

وأضاف “جاويش”، أن “تشكّل الميديكان لا يعتمد على انخفاض الضغط الجوي فقط، بل إن درجة حرارة سطح البحر عنصر هام في تطوّر هذا الإعصار المتوسطي”.

ورجّح “جاويش”، أن “الاحتمال الأكبر هو لتشكّل شواهق مائية على شكل دوامات هوائية محدودة، من الممكن أن تمتد باتجاه الداخل وتترافق بسحب ركامية (Supercell) ورياح هابطة شديدة، تسبب أضرار بالمزروعات، وخاصةً أصحاب البيوت البلاستيكية”.

وبيّن “جاويش”، أنه “خلال ساعات بعد ظهر ومساء الاثنين تكون الهطولات على المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى، وتكون الفرصة ضعيفة على المناطق الساحلية”.

وحذّر “جاويش”، أنه “بحسب صور الأقمار الاصطناعية ستتشكّل عاصفة غبارية في المناطق الشرقية والبادية، مساء الاثنين، قد تمتد إلى المناطق الداخلية”، إذ أظهرت آخر صورة للأقمار الاصطناعية تشكّل لرياح مثيرة للغبار على الحدود السورية -العراقية وتمتد باتجاه بلاد الشام.

وتابع الراصد الجوي، أن “تأثير المنخفض يمتد ليشمل المناطق الساحلية والشمالية، يوم الثلاثاء، مع بقاء التأثير الأكبر على المناطق الجنوبية الشرقية”.

وأردف “جاويش”، أن “فرصة الهطولات الغزيرة تستمر يوم الأربعاء، لكن بفاعليّة أقل، ويكون التأثير الأكبر على المناطق الشمالية والجزيرة”.

يُذكر أن الحالة الجوية الحالية غير مسبوقة في هذا التوقيت من العام، وهي ناتجة عن تصادم كتلة هوائية باردة مع أخرى حارة، إذ ستؤدّي لهطولات مطرية عشوائية وغزيرة، خاصةً في المناطق الشرقية، إضافةً لحدوث رياح هابطة ناتجة عن انخفاض الضغط الجوي، مع سحب فائقة الهطول ووصول سرعة الرياح إلى 140 كم/سا، أحياناً.

وشهدت معظم المحافظات السورية حالة عدم استقرار جوية غير مسبوقة في 25 حزيران 2022، أدّت إلى وقوع ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

وقال أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة دمشق، “علي موسى”، لتلفزيون الخبر، حينها، إن “الميديكان هي حالة طبيعية فيما لو وقعت خلال أشهر شباط، آذار، وحتى بداية نيسان، لكن الأكيد أنها ليست طبيعية الحدوث أواخر شهر حزيران”.

وحول احتمالية تكرارها لاحقاً، أجاب اختصاصي المناخ، أن: “احتمالية تكرارها بات أمراً ممكناً إذا ما صحت فرضية (التمرّد الأرضي)، والمعاكسة لفرضية (الاحتباس الحراري)، بمعنى أن الأرض متجهة نحو عصر جليدي أصغري مُنتظر”.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر