للروح الجميلة عيون أقوى من البصر .. الموت يغيّب ابنة حلب البطلة شوق علوش
غيّب الموت البطلة الرياضية الاستثنائية الدكتورة شوق علوش، كفيفة البصر وصاحبة الروح الجميلة بعيون بصيرة، ابنة حلب الشهباء، الجمعة، عن عمر ناهز 43 عاماً.
ولدت الراحلة “علوش” في السعودية لأب سوري، وحصلت على ماجستير ودكتوراه في التسويق الدولي، وتعرضت لحادثة مؤلمة قبل 17 عاماً في منطقة السيد بالسعودية، أفقدتها بصرها وشوهت وجهها.
لكن الحادثة لم تنل من عزيمة الراحلة ورغبتها في تجاوز محنتها ومواصلة حياتها على نور البصيرة وبصمة العطاء و الانجاز في الرياضة التي تمارسها ( القوة البدنية و دفع الكرة ورمي القرص الحديدي)، بينما يطفو جمال روحها من ثنايا حروق الأسيد الطامسة لمعالم وجهها.
وقالت مديرة مركز مؤسسة الإغاثة والتنمية فرع حلب، مريانا الحنش لتلفزيون الخبر، أن “الراحلة الدكتورة شوق امرأة استثنائية معطاءة وذات إرادة قوية تساعد من حولها، وهي جميلة الروح تنشر الخير والجمال حولها رغم محنتها بعد تعرضها لحادث أفقدها بصرها وشوه وجهها”.
وتابعت “مريانا”: “لم يكن مرور الدكتورة شوق عادياً في حياتي فهي من علمتني القوة والإرادة بعد إصابتي بالغدة الدرقية وازدياد وزني”.
وأكملت “مريانا” أن “شوق يلجأ إليها كل من يحتاج لمشورة ومساعدة بسبب حبها للخير والمساعدة دون مقابل، رغم مرورها بظروف صعبة تكسر أي امرأة، ولم أصدق أنها كفيفة رغم معرفتي بأنها كذلك منذ 10 أعوام بسبب توازن حياتها ومتابعتها لأنشطتها الثقافية والرياضية”.
وبينت “مريانا” أن “شوق بعد انجازاتها الرياضية، حصلت على العديد من الشهادات عن بعد في اختصاص التغذية، واستغلت خبرتها في مساعدة الناس وتقديم الخير لهم”.
وكانت الراحلة وفي إحدى مقابلاتها الصحفية ذكرت أن “تصنيفها على مستوى العالم للـ( بارأولمبيك) تبعاً للأرقام التي حققتها هو الخامس عشر، وأن أفضل رقم للقوة البدنية الأنثوية في وزنها 72 كغ وهو الرقم السوري المسجل كمجموعة هو 285 كغ في حين رفعت هي 315 كغ” .
وتحمل الراحلة “شوق” شهادة الدكتوراه في التسويق الدولي، كما تنافست في مجال القوة البدنية مع الأسوياء وحققت الحضور و المراكز المتقدمة.
وحولت “شوق ” محنتها إلى منحة، علمياً ورياضياً، تفوقت بها بالدكتوراة في العلوم والتكنولوجيا، سيراً ببصيرة الإرادة وغياب البصر، إلى تحدٍ رياضي سوري، آسيوي وتصنيفات عالمية.
وحققت “شوق” بطولات ومراتب أولى بالرمي والقرص الحديدي، وصعدت إلى منصات التتويج بمقارعة الأسوياء الأصحاء بجدارة، بلعبة القوى البدنية للإناث وجميع المجالات التي خاضت معركتها.
وكسرت الراحلة “شوق” أرقاماً برمياتٍ حملهتا من بطولات على مستوى الجمهورية للمكفوفين، إلى بطولات آسيوية بمراتب مشرفة كأنموذجٍ للإرادة والتحدي.
وحصدت “شوق” ميداليات واستحقاقاتٌ عابرة لحدود النظر، حصدتها بذراعين ثابتين متجاهلين العجز والمصاب.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر