العناوين الرئيسيةثقافة وفن

نص مسرحي لكاتب سوري يفوز بالجائزة الثانية في “الشارقة للإبداع العربي”

فاز الكاتب السوري علي عمار محمد، بالجائزة الثانية ضمن جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2024، ضمن فئة المسرح عن مسرحيته “اشتعالات الجسد الواحد”.

وقال الكاتب علي عمار محمد لتلفزيون الخبر: “اشتعالاتُ الجسدِ الواحد، بالنسبة لي ليست مسرحية وحسب، بل قرار تحملت عواقبه الكثيرة، بدءاً من رفض دور النشر في مخاطرة نشره، وانتهاء بالكثير من مخاوف صناعة نص طويل، تراجيدي، كلاسيكي وتجريبي بنفس الوقت عبر خلط أنماط عدة من المسرح بداخله”.

وتابع محمد: “قررت المخاطرة في هذه التجربة ليس عناداً بل لأنّني حلمت بكتابة مسرحية وكأنني رجلان، أحدهما يعيش في مكان يزورني فيه (صمويل بيكيت) ويسألني: أتعرف أين أخفى (أبسن) بطته البرية؟ وآخر يعيش هنا، يجلس أمام ناطحة سحاب ويسأل غوغل: “هل يمكنك محاكاة صرخة تشيخوف حين اعتقدوا أن مسرحيته الكوميدية تراجيديا؟”.

 

وأكمل صاحب الجائزة الأولى بالقصة لعام 2023، أن “المسرحية تتناول مراحل عمرية مختلفة من حياة بطلها، الذي أدرك نهايته منذ طفولته، فعاش حياته داخل شيء صغير، داخل شيء كبير: دماغه المشتعله بالذكريات”.

 

وأردف “محمد”: “لم أكتب المسرحية لأجل الرسالة، لأن المسرحية خلقت رسالتها التي تواجه النظرة السائدة عن الأمهات الطيبات والآباء الرائعين، لأن العالم ليس دائماً بهذه الصورة التفاؤلية، ثمة عائلات عبارة عن صورة مكبرة للإجرام وتختفي خلف قناع الأبوة وجملة: ستفهم، حين تكبر، لماذا فعلنا هذا بك!”.

 

وقال “محمد” لتلفزيون الخبر: “حصولي على جائزة الشارقة للإبداع العربي لمرتين وبفئتين مختلفتين تأكيد على أن ما أكتبه جدير بأن يُقرأ وينتقد ويناقش، أفتخر بهذا التكريم المضاعف وبأن قراري بالبقاء داخل سوريا وحصد النجاح بين أناسها المتعبين هو بمثابة طبطبة خفيفة على كتف أرض تستحق أن تُذكر”.

 

وأضاف “محمد”: “سعيد ومتأثر، وممتن لكل لحظات الفشل والاستسلام التي مررت بها أثناء كتابة هذا العمل الذي امتد لأكثر من عام”.

 

وأوضح “محمد” بأنه يستمد حكاياته وشخصياته من الواقع، مع إضفاء بعض اللمسات الخيالية عليها، كأن يعيش عامل البناء في ثمرة، وتخرج الفراشات الصفراء من فم طفل خائف من قول لا.

 

وتابع الكاتب لتلفزيون الخبر: “تجذبني الحياة، تسحرني بتفاصيلها اللامحدودة واحتمالياتها اللانهائية، فأتمكن من صنع تناص بين الذي أراه أفكر به، وأسمعه، فأصنع حكايات منسوجة باستخدام الخيوط والأجنحة والدموع وصدى الضحكات”.

 

وعن النوع الذي يميل له في الفن، قال “محمد” لتلفزيون الخبر: “بصراحة أميل للنمط الذي لم أكتبه بعد، للعالم الذي لم أجربه، وللشخصيات التي لم أكتشفها بعد، أنا طماع، حالم إجرامي، أريد تجريب كل الأنواع والأنماط الأدبية، أريد تذوق النجاح مرة والفشل مرات، أريد أن أستمتع بقدرة الحياة على خلق الأمل بداخلي في اللحظة التي أشهد على انهيار الكون حولي”.

 

وأردف “محمد” : “أعتقد أنه يمكن تحويل ما أكتبه لأعمال منجزة ومشاهدة على أرض الواقع، سواء على خشبة أو عبر الشاشة الصغيرة، وأعمل الآن على شيء يشبه هذا، لكن أتوخى الحذر بالتصريح عنه للحفاظ على شغفي بالاشتغال سراً خلف الكواليس، في عتمة أراقب منها نور بعيد أتمنى الوصول إليه”.

 

وختم “محمد” حديثه لتلفزيون الخبر: “أحلم بعالم أفضل، بأن تصير الحروب ذكرى، والفقر أسطورة، والخوف سجين، أحلم بتأريخ الألم والمعاناة الإنسانية عبر جناحين صغيرين أسميهما الكلمة، أو اللغة، أو الكتابة”.

 

يذكر أن سوريا، حققت أربع جوائز متنوعة بين الشعر، المسرح، القصة القصيرة، وأدب الطفل، ضمن جائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول في نسختها الـ27.

 

بشار الصارم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى