“دفاق الذهب”.. الرابع من كانون الأول ذكرى رحيل القديس يوحنا الدمشقي
يصادف يوم الرابع من كانون الأول ذكرى رحيل القديس يوحنا الدمشقي، الملقب “بدفاق الذهب”ّ.
ولد منصور بن سرجون وهو اسم القديس يوحنا، حوالي سنة 675 م في دمشق، عاصمة الأمويين آنذاك، من عائلة عريقة وغنية، عُرفت بفضيلتها ومحبتها للعلم وبمكانتها السياسية والاجتماعية.
حصل القديس يوحنا منذ نعومة أظافره على ثقافة أدبية وفلسفية ودينية مهمة، وأتقن اليونانية، لغة الطبقة الراقية من كبار المتعلّمين، واللغة السريانية، وفق “ويكيبيديا”.
وأخذ منصور بعد وفاة والده سرجون مكانه في إدارة أموال الدولة، بينما انتحل (قزما) معلّمه وقزما أخوه بالتبني الحياة الرهبانية في سيق مار سابا، ثم ما لبث منصور أن ترك مركزه والتحق بمعلمه قزما وبأخيه إلى سيق مار سابا أيضاً.
وأحب منصور الحياة النسكية وراح يتعمق في اللاهوت على يد البطريرك الأورشليمي يوحنا الرابع (706-734) الذي كان يطلبه غالباً لإلقاء المواعظ والخطب في القدس، وهناك اتخذ اسم يوحنا تيمناً به.
ويعتبر كتاب القديس يوحنا “ينبوع المعرفة” واحداً من أبرز مؤلفاته التي فصّل فيها المعارف المتعلقة بالإيمان المسيحي، وخاض معركة ضد الإمبراطور البيزنطي “ليو الثالث” دافع خلالها عن تكريم الأيقونات، وكتب حول ذلك عدة مؤلفات باليونانية.
وعرف عن “الدمشقي” فصاحة لسانه وقدرته الخطابية حتى لقّب بـ”دفاق الذهب” فيما تصفه الموسوعة العربية المسيحية” بأنه آخر آباء الكنيسة الشرقية، واعتبره المؤرّخ اللبناني “فيليب حتي” أنه أبرز مفاخر الكنيسة السورية في ظل الدولة الأموية.
وتوفي القديس يوحنا الدمشقي على الأرجح سنة 749 في ديره، وأعلن بابا الكنيسة الكاثوليكية “ليون الثالث عشر”1890 يوحنا الدمشقي معلماً للكنيسة الجامعة وخصص له يوم 27 آذار عيداً سنوياً.
إلا أن البابا “بولس السادس” غيّر عام 1969 موعد العيد إلى يوم 4 كانون الأول ذكرى وفاة القديس يوحنا الدمشقي.