إطلالة على العقل الديني “الإسرائيلي” (2)
بعد تقديم الجزء الأول من سلسلة إطلالة على العقل الديني اليهودي بشكل عام و”الإسرائيلي” بشكل خاص والتي تناولنا خلالها الكتب المقدسة عند أتباع الديانة اليهودية والفروقات فيما بينها.
نقوم في هذا الجزء من السلسلة بتسليط الضوء على فرق المجتمع “الإسرائيلي” كيف نشأت وبماذا تختلف عن بعضها البعض.
يهود “إسرائيل”
تكون يهود الكيان من جميع طوائف وأعراق ما يسمى “الشتات اليهودي” بما في ذلك اليهود “الأشكناز” و”السفرديم” و”القرائية” و”المزراحية” و”الفلاشا” و”الحريديم” وغيرهم.
“الأشكناز”
يشير المصطلح بصورة عامة إلى اليهود الغربيين لكن بشكل تفصيلي هم اليهود الذين قطنوا في ما كان يعرف بأراضي “الأمبراطورية الرومانية المقدسة” عند وسط وغرب أوروبا وأسسوا مجتمعات خلال العصور الوسطى على طول نهر الراين غرب ألمانيا وشمال فرنسا.
وانتقل “الأشكناز” في نهاية ال1500 نحو لاتفيا وبولندا وروسيا وأوكرانيا وليتوانيا ومولدوفا وبيلا روسيا وتكلموا باللغة “اليديشية” وهي خليط من الجرمانية والعبرية والآرامية واستمروا في ذلك حتى عشرينيات القرن الماضي حيث استقروا على اللغتين العبرية (تختلف في النطق عن باقي مكونات المجتمع اليهودي” والإنكليزية.
ويقطن “الأشكناز” حالياً ما بين فلسطين المحتلة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وعموم القارة الأوروبية ويشكلون ما بين 75% حتى 90% من يهود العالم وتأثر عددهم خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة مزاعم ما يسمى “المحرقة النازية”.
وتبنى “الأشكناز” الصيغة الفلسطينية للديانة اليهودية على عكس غيرهم رغم توافق جميع يهود العالم على “التلمود البابلي” لكن هناك فروقات تتعلق بعدم انفتاح “الأشكناز” على غيرهم دينياً.
“السفرديم”
يشير هذا المصطلح إلى اليهود الذين تعود أصولهم لإسبانيا والبرتغال ويوجد خطاء شائغ في البحوث العربية التي تخلط ما بين اليهود الشرقيين و”السفرديم”.
والفرق بين النوعين يكمن في أن “السفرديم” هم الذين ينحدرون من أصول إسبانية وبرتغالية وتم طردهم في نهايات القرن الخامس عشر نحو شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام وكانوا من رعايا الدولة العثمانية.
ووقع الخلط بين النوعين لكون صقور الكيان يفضلون الصبغة الغربية لوجوده لذلك أصبح يسمى كل يهودي غير غربي “سفرديم” ما أوقع التشابه مع اليهود الشرقيين إضافة لأن النوع الأخير يتشابه مع “السفرديم” بالتقاليد الدينية.
وتكلم “السفرديم” اللغة “اللادينوية” وهي خليط من اللغة اللاتينية والعبرية ومتأثرة باللغة العربية الفصحى نتيجة حقبة الأندلس وهو ما جعلها بعد نشوء الكيان لغة المسرح والإذاعة والجامعة واتسم التيار الديني “السفردي” بأنه الأكثر انفتاحاً وتأثيراً على باقي مكونات اليهود الدينية لاسيما “الأشكناز”.
يذكر أن مصادر هذه المعلومات مُستندة إلى أبحاث تعتمد الرواية اليهودية الحالية للدين والمجتمع اليهودي ولم يتم الإستناد إلى المصادر الأُخرى رغبةً من فريق تلفزيون الخبر بتقديم مجموعة قراءات تستند على الرواية التي يعتمدها كيان الاحتلال لفهم العقل “الإسرائيلي”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر
