العناوين الرئيسيةفلسطين

“الكورنيت”.. قصة من قصص سوريا على درب المقاومة

 

تمكنت المقاومة الفلسطينية خلال عمليات “طوفان الأقصى” من ردع آليات الاحتلال الصهيوني عن الدخول البري نظراً لامتلاكها صواريخ “الكورنيت” التي جربها جيش الاحتلال في حروب سابقة مع غزة ولبنان.

وتمكنت صواريخ “الكورنيت” من تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في غزة منذ ظهورها الأول مع المقاومة في 2010، وبلغت ذروتها في معارك 2021.

وكان لصواريخ “الكورنيت” ثقلاً نوعياً في قلب موازين معارك حرب تموز 2006 بين المقاومة اللبنانية وجيش الاحتلال سيما في “مجزرة الدبابات” بمنطقة وادي الحجير حيث تمكن المقاومون بواسطتها من تدمير رتلاً من درة دبابات الاحتلال “الميركافا”.

ما هي صواريخ “الكورنيت”؟

عُرف صاروخ “الكورنيت” بأنه صاروخ روسي مضاد للدبابات والدروع مصمم للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسية وقُدِم لأول مرة للخدمة مع الجيش الروسي في عام 1998.

و”الكورنيت” صاروخ مُوجه ومُصوب بأشعة ليزر وبشكل نصف أوتوماتيكي بحيث يُصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى الإصابة ويمكن إطلاقه من خلال منصة تُثبت على الأرض أو الكتف مباشرة.

ويتم توجيه الصاروخ عبر موجّه بصري من خلال الرامي الذي يتابع توجيهه حتى يصل إلى هدفه ويمتلك قدرة على المناورة من خلال الالتفاف في حلقات دائرية أثناء تحليقه باتجاه الهدف حتى المرحلة الأخيرة التي يطبق فيها على الهدف ويتوجه إليه بشكل مباشر.

ما دور سوريا في وصول “الكورنيت” للمقاومة؟

أوضح المعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسين الخليل في أذار 2021 بحسب وسائل الإعلام أنه “ما إن بدأت الحرب على لبنان في 2006 حتى فتحت سوريا مخازن أسلحتها للمقاومة ولم تبخل بتقديم أسلحة نوعية كانت سلطات الاحتلال تخشى وصولها إلى يد المقاومين”.

وتابع “الخليل” أن “من بين هذه الأسلحة صواريخ الكورنيت التي كان لها دوراً أساسياً في آخر أيام الحرب وخصوصا في مجزرة دبابات “الميركافا” وما لحقها من خسائر كبيرة”.

وفي نهاية كانون الأول 2020 كشف الأمين العام لـ “حزب الله” خلال مقابلة له عبر قناة “الميادين” عن كيفية وصول صوااريخ “الكورنيت” إلى المقاومة الفلسطينية.

وقال الأمين العام “وزارة الدفاع السورية اشترت الكورنيت من الروس وقدمتها لنا كدعم بحرب تموز ولاحقاً قمنا باستئذان الرئيس بشار الأسد بشأن نقل الكورنيت نحو غزة إلى حماس والجهاد”.

وأكمل الأمين العام للحزب “أجاب الرئيس الأسد بالموافقة ليصار لاحقاً لنقلها من قِبل مجموعة من الحزب والحرس الثوري بإشراف قاسم سليماني”.

وكانت سوريا من أوائل وأكثر الدول الداعمة لحقوق الشعوب في فلسطين ولبنان والعراق بمقاومة الاحتلال عبر تقديم كل سبل الدعم بدايةً من التجهيز والتدريب إلى السلاح والتدخل المباشر وليس نهايةً باستقبال الضيوف من هذه الدول بشكل دائم أو مؤقت.

يذكر أن حكاية سوريا مع دعم القضية الفلسطينية بدأت منذ ثورة ابن مدينة جبلة السورية عز الدين القسام نصرةً لفلسطين في ثلاثينات القرن الماضي ثم في حرب 1948 حين كان أغلب جيش الدفاع عن فلسطين من السوريين ولاحقاً مع انطلاق الثورة الفلسطينية وتقديم الدعم المطلق لها وفي حروب 1967 و1973 و1982 وصولاً إلى حروب غزة منذ 2008 حتى “7 تشرين”.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى