عام على قرار اعتماد التوقيت الصيفي.. ألا تسمع الحكومة مخاوف أهالي الطلاب؟
مر عام تقريباً على صدور قرارالحكومة اعتماد التوقيت الصيفي، دون أن يخرج أحد من المعنيين في القطاعات الرسمية ليوضح الإيجابيات التي حققها هذا القرار.
ولاقى القرار حين صدوره، ولا يزال، انتقاداً كبيراً من قبل السوريين، ولاسيما أهالي الطلاب في جميع مراحل التعليم، بدءاً من الروضة والتعليم الأساسي وصولاً إلى الجامعة، وخاصة أولئك القاطنين في الضواحي والأرياف.
تقول أم يزن من دمشق (أم لطفل صف أول) لتلفزيون الخبر “حكينا من السنة الماضية وأنبح صوتنا أنو عم نطلع بالعتمة ولليوم ما حدا حرك ساكن من المسؤولين، ابني صف أول كيف بدي ابعتو وأنا مأمنه عليه وهو طالع بالعتمة فهمنا المدارس بتفتح بيكون في شمس بس أكيد نحنا مو ساكنين عباب المدرسة”.
وفي حديثها لتلفزيون الخبر قالت رانيا من سكان جرمانا (أم لطفلين في المرحلة الابتدائية والإعدادية) “مدرسة أولادي في منطقة التجهيز قرب (الفور سيزن) ويجب علينا الخروج باكراً لنركب السرفيس فلا قدرة لدينا على التكسي ما يعني أننا نخرج في تمام السادسة قبل شروق الشمس بساعة حد أقل”.
وتابعت رانيا “هل فكر من أصدر القرار بنا سكان الأرياف وبعد مرور سنة ألم يسمع عن مخاوفنا ومشاكلنا في الذهاب للمدارس والعمل في الظلام ألا يدرك أننا في ظروف معيشية قاسية ربما يُخطف بسببها طفل أو نتعرض لسرقات أو تحرشات أو يعترضنا كلب شارد أم أن القرارات كالكتب المقدسة لا تتغير ولا يشوبها الخطأ ولا يملك أحد قدرة تعديلها”.
يذكر أن مجلس الوزراء أقر في 4 تشرين الأول 2022 إلغاء العمل بالتوقيت الشتوي والبقاء على التوقيت الصيفي واعتماده على مدار العام.
وقالت وزارة التربية في بيانٍ لها آنذاك أنه “سيُعتمد بدء الدوام في جميع المدارس ورياض الأطفال العامة والخاصة وذات الدوام الكامل والدوام النصفي اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً ويبقى توزيع ساعات الدوام خلال اليوم وفق ما هو معتمد سابقاً”.
ونوهت الوزارة إلى أن “الدراسة الفنية أظهرت أن الدوام خلال كامل العام الدراسي وفق التقويم الجديد يبدأ بعد شروق الشمس وينتهي لجميع طلاب المدارس قبل ساعة على الأقل من غروب الشمس”.
أسئلة تم طرحها قبل عام كامل على شاشتنا ..
نشر تلفزيون الخبر بتاريخ 12 كانون الاول مادة تحت عنوان “كيف يرى السوريون العمل بالتوقيت الصيفي في ظل تأخر شروق الشمس وأزمة المحروقات
” تضمنت عدداً من الأسئلة، لم يكن الزمان كفيلاً بالإجابة عليها، نعيد طرحها للضرورة وبقاء الحال على ما هو عليه:
ما هي “دية” خروج المسؤول واعترافه أن القرار الصادر يشوبه الخطأ أو بعض الخطأ ويجب تعديله أو أن أموراً طارئة حدثت مثل (أزمة المحروقات) استدعت تغييراً كُلياً أو جزئياً في بعض القرارات لتتناسب مع ما يواجهه المواطن من معاناة؟
حينما أصدرت الحكومة قرارها، هل درسوا حقيقةً موعد شروق الشمس في الشتاء، أم أن الدراسة كانت فقط على موعد بداية الدوام المدرسي والوظيفي دون الانتباه للتوقيت اللازم للوصول للمدارس والوظائف خصوصاً من الريف للمدينة؟
لماذا دوماً ننتظر وقوع الكارثة حتى نتحرك للتصحيح، لماذا لا يتم تعديل القرارات التي لن يؤثر تعديلها على هيبة الحكومة وصوابية رؤيتها لمستقبل البلاد، بل أن تعديلها سيريح المواطنين أكثر؟
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر
مواد متعلقة
كيف يرى السوريون العمل بالتوقيت الصيفي في ظل تأخر شروق الشمس وأزمة المحروقات